يغضبك
بالطبع أن تجد من يشترك معك في العمل أو زميلك يكسب أكثر منك مالا مع العلم أنك
تؤدي نفس نوعية العمل، وهذا يصيبك بنوع من الإحباط الذي قد يأتي عليك بنتائج عكسية
تسبب فقدانك للثقة بنفسك ومنها إلى إهمال هذا العمل وتدهور مستوى مهاراتك العملية
والابتكارية.
لذا نقدم لك بعض الأسباب التي قد تميز زميلك بالعمل عنك
حتى تطور من قدراتك.
1- لديه مهارة في التفاوض مع أصحاب العمل والآخرين أفضل
منك:
هناك طرق متنوعة ومختلفة في كيفية التفاوض مع أصحاب
العمل على الراتب عند الحصول على عرض وظيفة. فالبعض يقبل ما يعرض عليه من راتب على
الفور، والبعض الآخر يحاول معهم حتى يكون الراتب أكثر بقليل وغيرهم يناقشون من أجل
الحصول على الكثير.
وربما يكون راتب زميك أعلى منك ببساطة لأنه طلب المزيد
وأنت لم تفعل ذلك لسوء الحظ، وبعد المضي في العمل لم يعد ينفع الآن أن تطلب مثلما
طلب فليس من السهل التغيير بعد أن قبلت بشروطهم.
2- كان سوق العمل أفضل حالا عند تعاقد زميلك على الوظيفة:
في سوق العمل يمكن لأصحاب العمل تعيين أشخاص ذوي خبرة
برواتب قليلة، لكن لو رجعنا للوراء منذ سنوات قليلة عندما كانت هناك وفرة في
الوظائف، كان يضطر أصحاب العمل إلى عرض رواتب مرتفعة حتى يتم اجتذاب أفضل المهارات
للوظائف التي يريدون شغلها.
فإذا كان زميلك قد تم تعينه في سوق عمل بظروف مختلفة عن
سوق العمل الذي قد تعينت به فهذا يمكن أن يفسر سبب الفرق بين راتبيكما.
3- يتميز زميك بالعمل بمهارة أو يعلو عنك بدرجة معينة
تكافئه الشركة عليها:
حتى إذا كنت أنت وزميلك تفعلان نفس العمل بالتساوي، ربما
تكون الشركة قد وضعت بعض الأشخاص الذين يملكون ما يميزهم عنك في:
– مهارات معينة.
– أعلى منك في الدرجة العملية.
– حاصل على شهادات أكثر منك.
– أو أنه في فئات تتقاضى راتبا أعلى منك، اعتقادا من
أصحاب العمل بأنه أكثر كفاءة إذا تم ترشيحه لمهام تتطلب هذا.
4- أنت لا تؤدي عملك بالجودة التي تعتقدها في نفسك والتي
يريدها صاحب العمل:
يبالغ الكثير من العاملين في مدح ما يقدمون من عمل ويصعب
عليهم الاعتراف بأنهم مقصرون أو دون المستوى المطلوب، وفي نفس الوقت لا تكون هذه
هي الحقيقة أو النظرة التي ينظر بها صاحب العمل لهؤلاء العاملين، ومن هنا تحدث
الفجوة بين الطريقة التي تقيم بها ما تقدم من عمل والتي يقيم بها رئيسك نفس هذا
العمل مما يشعرك أن هناك بعض الظلم الواقع عليك وأن صاحب العمل يميز زميلك عليك
بدون وجه حق.
بالطبع تكون هناك أسباب وجيهة ترجع إلى هذا التمييز فيجب
عليك البحث والتساؤل عنها حتى تتجنب الأخطاء التي توقع نفسك بها وتتقن العمل
بالطريقة التي ترضي رئيسك وتمنحك التميز كزملائك.
5- رئيس زميك أو عمله شيء مزعج ويتطلب مزيد من الجهد:
إذا كانت الوظيفة التي يؤديها زميلك مرهقة أو تتطلب شيئا
من التحمل الذي قد يزعج من يقوم بها، تقوم الشركة بدفع المزيد من المال حتى تجتذب
أشخاص معينون يكون لديهم استعداد للقيام بهذا النوع من العمل حتى إذا كانت
مهاراتهم متساوية مع مهاراتك.
وتطبق نفس السياسة إذا كان الرئيس المباشر لزميلك يمثل
مشكلة يصعب التعامل معها، فهناك بعض المشرفين أو رؤساء العمل الذين ينفردون بطباع
تضايق الآخرين وقد تسبب فرارهم من العمل حتى يتجنبوا التعامل مع مثل هؤلاء
الأشخاص، لذلك تقدم الشركة امتيازا معينا حتى يصبر العاملين على سخافة من يرأسونهم.
ما هو حل هذه المشكلة وكيف ترتقي لنفس المكانة والراتب
الذي يحصل عليه زميلك؟
على الرغم من كل هذه العوامل فقد تكون لديك القدرة على
تحسين ورفع راتبك الخاص إذا كنت غير راض عنه، لكن سيكون لديك فرصة أفضل لتحقيق هذا
الهدف عندما تركز على الراتب الذي تستحقه بعيدا عن مقارنة نفسك بزميلك.
قم بعمل بعض البحث على المعايير الصناعية والمهنية
الخاصة بنوعية عملك داخل المنطقة الجغرافية التي تقطن بها حيث ينخفض راتبك بالنسبة
لهؤلاء العاملين،
فإذا اكتشفت أن ما قمت به من بحث يوضح أن ما يدفع لك
يتماشى تقريبا مع متطلبات الصناعة التي تؤديها، يصبح الفرق الوحيد بينك وبين زميلك
هو قيامه بكم أكبر من العمل عنك، وهنا يكون عليك القيام بالمثل لكن كن على علم أن
الزيادة في الراتب قد لا تحدث لكن المهم هو أنك أصبحت لديك القدرة على إعطاء
المزيد وتحسين مهاراتك وهذا في حد ذاته تقدم إيجابي.
واعلم عزيزي العامل أن الفرق بينك وبين زميلك في نسبة
الراتب ليست إهانة لك إنما هي مجرد نتيجة منطقية للطرق المختلفة التي يتفاوض بها
الناس للحصول على عمل أو راتب معين، كما يمكنك أت تسأل مديرك عما يرغب أن تقوم
بإنجازه لكسب المزيد ورفع راتبك، ويمكن أن يؤدي هذا الحوار بينكما إلى التوصل
لآراء قيمة قد تساعدك على اكتشاف المسار الصحيح للحصول على ما ترغب.
وفي النهاية إذا لم يعجبك راتبك ولا يتقبل مديرك التفاوض
لتغييره، عليك بالبحث في أماكن أخرى لترى عروضا جديدة في نفس مجالك وقد يكون بها
ما ترغب فيه فربما تجد الشخص الذي يقدر مهاراتك.
أما إذا قررت البقاء في مكانك فاعلم أن قراراتك يجب أن
تنبع منك ومن دوافعك وأهدافك وليس من المقارنة بينك وبين زملائك في العمل.