اكس خبر- رنيم دندش: ازمات كثيرة تلف حياة اللبنانيين لا تبدأ بازمة الزبالة وبالطبع لا تنتهي عند الازمات السياسية والمعيشية والمعاناة مع انقطاع الكهرباء، وشح المياه والغلاء الفاحش والكثير من “البلاوى” التي لا حصر لتعدادها.
في ظل هذا الوضع المأساوي يتوق الكثير من اللبنانيين الى الترويح عن النفس بالهروب من واقعهم المأزوم الى حيث يجدون الهدوء والسلام الداخلي. وبالتالي فإن الخيار الافضل سيكون الالتصاق بالطبيعة خصوصا أن ما يميز لبنان هو جمال طبيعته وروعتها.
لكن هنا تبدأ المشكلة اذ يتفاجأ الكثير من اللبنانيين عند ارتيادهم للمحميات الطبيعية في البلاد بأنه يتوجب عليهم دفع مبالغ مالية مقابل دخولهم اليها والاستمتاع بروعتها.
ويرى هؤلاء اللبنانيين ان ذلك يشكل ظلما لهم ولحقوقهم باعتبار ان ثروات بلادهم النباتية يجب ان تكون حقا للجميع بالاستمتاع بها متى شاؤوا ومجانا حتى يتساوى الجميع.
يقول محمد.ر انه اثناء زيارته الى منطقة الشوف عرج مع عائلته المؤلفة من 5 اشخاص على محمية الشوف لقضاء بعض الساعات في فيء شجرها والاستمتاع بالهواء النقي والتقاط الصور التذكارية.
لكن ما فاجأ محمد هو ضرورة دفع ما يقارب الـ5 دولار على كل شخص يريد دخول المحمية. وبحساب بسيط للتكلفة وجد ان التجول فقط في احدى غابات لبنان مع افراد عائلته الخمسة تتطلب 25 دولار ما يعني اجرة يومين تقريبا لمن يتقاضى الحد الادنى في لبنان.
بالطبع كان قرار محمد عدم الدخول والاستفادة من هذا المبلغ لتناول وجبة غذاء خارج المنزل خصوصا انه شعر بغصّة في داخله لان في رأيه من حقه كلبناني الدخول الى هذه المحمية مجانا مع عائلته ولا يشعر بالغربة داخل وطنه.
مشاعر محمد وغيره بالطبع لن تجد لها صرفا لدى المعنيين الذين لا يفوتون فرصة من اجل فرض المزيد من الرسوم والضرائب على اللبنانيين حتى بات خيال البعض يرسم صورا بأن الدولة في لبنان قادمة على فرض رسوم وضرائب على الهواء الذي يتنفسونه وبقدر ما يتنفسون الهواء يكون الدفع.
من المحزن المبكي ان يُحرم اللبناني من ارتياد بعض الاماكن التي احبها في وطنه بسبب تلك الرسوم خصوصا ان الرواتب في لبنان بالكاد تستطيع اعالة الاسرة.. ولذلك نسأل هل ستتطلع دولتنا يوما ما الى مواطنيها وتلغي الكثير من الرسوم التي تحول بينهم وبين الاستفادة مما هو حقا لهم؟؟