إنطلقت ظهر اليوم تظاهرة حاشدة من تقاطع كنيسة مار مخايل الى منطقة العدلية، وذلك بدعوة من عدد من الجمعيات المدنية والمجتمع الاهلي اللبناني احتجاجا على النظام الطائفي وللمطالبة بدولة مدنية.
ضمت التظاهرة عددا كبيرا من الشبان والشابات رفعوا شعار “الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي”، كما رفعوا شعارات تطالب بإقامة الدولة المدنية وتحسين الاجور والوضع الصحي والمعيشي.وحمل المتظاهرون العلم اللبناني مرددين “14 و8 آذار خلوا البلد دكانة”.
وبعد وصول المتظاهرين الى منطقة العدلية أنشدوا النشيد الوطني، ثم تفرقوا بهدوء.
والشعار كان عنوانا لصفحة أنشئت على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” انضم اليها في غضون ايام اكثر من عشرة الاف شخص، وهي تستعيد شعارات اطلقت في تونس ومصر خلال حركتي الاحتجاجات اللتين اسقطتا على التوالي الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك، ضمن اطار لبناني.
وعن عدد المشاركين والمشاركات فقد أوردت وكالة “الأسوشييتد برس” أنه يتخطى الخمسمائة فيما ذكر تلفزيون “الجديد” أنه وصل للأربعة آلاف.
أما المنظمون فكتبوا على صفحة “الفيسبوك”:بالرغم من المطر…. و التحبيط و كل شي كنا اليوم اكتر من الف شخص…. يمكن الفين “بلحظة معينة…. شي رائع و وطني و عفوي… صوتنا كان “الشعب يريد اسقاط النظام عميدوي…. الناس على الطرقات كانو متضامنن و عميزقفو و يهتفو معنا…. هي خطوة و بداية مشوار…. يعطيكن الف عافية…. و مستمرون…”.
وردد المتظاهرون ومعظمهم من الشباب هتاف “ثورة ثورة وين ما كان هلق دورك يا لبنان!” في اشارة الى حركات الاحتجاج التي يشهدها العالم العربي.
كما رددوا الهتاف الشهير “الشعب يريد اسقاط النظام” الذي اطلقه المتظاهرون في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، وساروا في شوارع بيروت تحت الامطار حتى قصر العدل بمواكبة من قوات الشرطة والجيش
وكان اكثر من 2600 شخص اعلنوا مشاركتهم في هذه المسيرة لكن يبدو ان الامطار الغزيرة حالت دون مشاركة الكثيرين منهم.
وهتف المتظاهرون “ثورة على الطائفية” و”ثورة على الاستغلال والبطالة والتوريث والتمييز” و”ما بدنا طائفية بدنا دولة مدنية” و”خلصنا طائفية دم وحروب اهلية!” و”يلا يا لبنانية ثوروا على الطائفية!”.
ورفع المتظاهرون يافطات كتب عليها “يا طغاة لبنان دوركم ات لا محالة” و”الطائفية تضر بالصحة”.
والنظام اللبناني يقوم على تقاسم السلطة بين مختلف الطوائف وعلى “ديموقراطية توافقية”.
وقالت امال المشاركة في التظاهرة لفرانس برس “من غير المقبول ان يحكمنا الزعماء نفسهم الذين سببوا الحرب الاهلية. كفانا فليرحلوا!”.
وقال علي وهو مهندس عاطل عن العمل في ال28 “على اللبنانيين ان يثوروا. لا يزالون يدعمون زعماء طوائفهم حتى وان ماتوا جوعا”.
وقال عامر سعيدي الطالب في العلوم السياسية “في لبنان ليس هناك دكتاتور واحد بل 20”.
ويقول خبراء ان هذه المعركة حتى وان اتسع نطاقها ستكون طويلة بسبب النظام المعقد الذي يضمن توازنا حساسا بين الطوائف المسيحية والمسلمة ال18 في البلاد.