كلمة السيد نصرالله في ذكرى انطلاق إذاعة النور

اتوجه بالتحية لجميع العاملين باذاعة النور وكل الذين عملوا وبعضهم انتقل الى اماكن اخرى، ويجب ان استحضر ذكرى المرحوم حسن القلا الذي فاجأنا رحيله في ذلك الوقت، واشكرهم على صمودهم وتعبهم وتحملهم للاخطار وانتاجيتهم وابداعهم ورساليتهم وقبل كل شيء على ايمانهم واخلاصهم

كنت دائما عندما التقي بالاخوة في الملاجئ انهم يعملون في المقاومة كما المجاهيدن في الخطوط الامامية وكل في مهمته. اذاعة النور بذلت جهود كبيرة الى ان وصلت الى موقعها المتقدم وكان دورها معروفا ومنشودا وصولا الى التحرير ودورها عام 2000. وصولا الى حرب تموز. الان عليهم ان يشدوا الهمة الى ما بعد ما بعد حرب تموز.

نحن اهل الصدق ويجب ان نكون صادقين ووظيفة وسيلة الاعلام ان تنقل الاحداث لا ان تخترع ولا ان تزور ولا ان تلفق. كنا نقول للاخوة ان نقل بعض الاخبار الصادقة قد يخدم العدو، وليس بالضرورة ان ننقل كل الاحداث ولكن يجب ان لا نزور ونفتري .

اخطر معضلة يواجهها الكثير من وسائل الاعلام في العالم والعالم العربي ومع كثرة وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية وغيرها هي عدم المصداقية والتضليل وافتراء الوقائع والكذب بالسياسة والعلاقات والاخبار وغيرها من المجالات. لا اظن انه حصل في تاريخ البشرية كما يحصل الان في العالم نتيجة ما اتيح من امكانات هذا القدر من تشويه.

يتعمدون الكذب وهم يعرفون انهم يكذبون الى ان وصلنا الى وقت اليوم عندما تشاهد الفضائيات او تسمع الخبر، فعليك ان تدقق لترى الوسائل الاعلامية الثانية ماذا ستقول والمصادر وامكانية تاكيد الخبر، واحيانا يتم نقل اخبار عن معارك طاحنة في اماكن ليس فيها معارك اصلا.

مع كل خطوة وحركة كان اعلام المقاومة يواكب لذلك استطاع في الجانب الذاتي الذي يتعلق بالمقاومة تثبيت الامة وتبيين الحق والحقيقة والدفاع عن المقاومة امام اتهامات الارهاب وامام اتهامات التبعية ومحاولات الشيطنة وتشويه الصورة مع ان محاولات الشيطنة موضوع عمره 30 سنة، بالاضافة الى الصورة الاخلاقية والصورة الجهادية وصورة الاخلاص والدفاع عن الوطن والامة والمقدسات وساهم في المس بمعنويات العدو.

فلسطين:

المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية اليوم كالارض والهوية، لان الارض من الممكن ان تحتل لمئات السنين ولكن عندما لا يعترف بهوية الاحتلال فهذا يعني ان المعركة مستمرة ولكن التسليم بهوية الاحتلال فهذا يعني ان المعركة انتهت.

ما يجري في المنطقة يساعد العدو على الاستفادة من الفرص المتاحة والعدو يحسن الاستفادة من الفرص ونحن امة تضيع الفرص. عندما ينظر الاسرائيلي حوله ويجد الساكتين امضوا اكثر سكوتا ويجد ان المهتمين يتم اشغالهم بتحديات خطيرة، فلماذا لا يستفيد العدو؟ وعندما يجد العدو ان النظام الرسمي العربي اكثر استعدادا للتنازل عن الحقوق بعد الربيع العربي. خلال الربيع العربي والصحوات الشعبية كان العدو في حالة رعب شديد. والشعب الفلسطيني كان يطمح ان يجعل الربيع العربي من العرب اكثر تمسكا بالحقوق ولكن عندما يكون هناك وزراء عرب مستعدون للتنازل عن الحقوق فأليس هذا محزنا؟.

المطلوب اعتراف رسمي عربي وليس فلسطيني فقط بالاعتراف بيهودية الدولة وهذا ما يحمله كيري الى المنطقة، ويجب ان يعرف الناس ما هي مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة على اللاجئين والمقدسات وعلى فلسطينيي 48 وعلى نضالات الشعب الفلسطيني منذ مئات السنين.

ليسوا جاهزين لان يدفعوا الاموال للمسلمين السنة في الصومال الذين يموتون من الجوع وليسوا مستعدين لان يقدموا دعما حقيقيا للمقدسيين ليبقوا في ارضهم ولو ثمن مدينة رياضية واحدة من كرة القدم العالمية، ولكنهم جاهزون ليدفعوا لليهود الاموال والتعويضات.

هناك مخاطر كبيرة وجمة حضارية وبيئية واقتصادية وديمغرافية وغيرها يجب ان تشرح. من جملة المساعي الاسرائيلية ان ما يجري الان في ما يتعلق بالمسجد الاقصى نفسه، من الاعتداء على المقدسيين وتدنيس القدس واعتقال مفتي فلسطين. الشعب الفلسطيني يدافع عن المسجد الاقصى بلحمه العاري وصدره ونسائه واطفاله كما رأينا امس، فنقول لهم القدس، يقولون سوريا! هناك خشية حقيقية من تحويل دخول المستوطنين الى المسجد الاقصى امر طبيعي، قبل ان نصل الى موضوع بناء الهيكل.

أردنيا:

نضرب التحية لمجلس النواب الأردني وموقفه الجميل, وكيف ستتعاطى الحكومة هو أمر يبقى لهم وللوقت, ففي هذا الزمن الصعب، ان يخرج هكذا موقف من البرلمان الاردني فهذه خطوة قوية ومعبرة.

يجب ان نسأل فلسطين ولبنان والعراق والاردن وسوريا والمنطقة كلها الى اين؟ وان نحسم موقفنا.

سوريا:

العدوان الاسرائيلي الاخير على سوريا: سمعنا الكثير من المواقف والتحليلات. يجب ان نتوقف عند المشهد العام والتحديات الموجودة في المنطقة عندما أتى العدو الاسرائيلي وقصف دمشق وتحدث العدو الاسرائيلي عن عدو العدو وصديق الصديق، وهذه من معياراتنا الاسلامية. اليس هذا العدو هو الاساس؟

طبعا الاسرائيلي له اهداف وهو يحاول ان يحقق هذه الاهداف. دائما من اهدف العدو الاسرائيلي واهداف غيره اخراج سوريا من معادلة الصراع مع العدو الاسرائيلي. سوريا لم توقع على معاهدة للسلام مع اسرائيل كما الدول الباقية ولكن الكل يعرف ما علمت سوريا، وان اتى يوم يقول فيه اخواننا المقاومين الفلسطينيين في الجلسات الداخلية سيقولون ان لم يقدم احد دعم لنا كما قدمه نظام الرئيس بشار الاسد.

 الاسرائيلي يعرف ان من اهم مصادر القوة للمقاومة سوريا وطبعا ايران، وهو يريد ان يخرج سوريا من المعادلة. الاسرائيلي يقول انه لن يسمح بنقل سلاح كاسر للتوازن في هذه المرحلة ويقول نه سيمنع تعاظم قوة المقاومة في لبنان، اي انه لن يسمح لكم ان تضيفوا اليه سلاحا.

الاسرائيلي قصف دمشق، ولست انا من يقول ما هي الاهداف التي قصفت بل القيادة السورية، ولكنه يريد ان يقول ان استهداف سوريا هو لاخضاع سوريا واخراجها من معادلة الصراع من العدو، وهدف الغارات هو خروج سوريا نهائيا من معادلة الصراع مع العدو الاسرائيلي.

كل ما حكي عن ان هناك 300 قتيل في سوريا هو اكاذيب وهناك فقط 4 او 5 شهداء حسب معلوماتي وهم من العسكريين الذين كانوا يحرسون المكان المقصوف.

هناك محبون يريدون سوريا ان تقصف بفلسطين المحتلة وهناك مبغضين يريدون سوريا ان تقصف في فلسطين المحتلة. لكن الرد السوري هو ان يقول السوريون خذ علما ايها الاسرائيلي ان سوريا ستعطي السلاح للمقاومة” وهذا قرار استراتيجي كبير، واكثر من هذا، ان سوريا ستعطي المقاومة سلاحا اعلى واقوى. دلوني على نظاما عربيا يجرؤ على اعطاء بندقية للمقاومة وليس سلاحا نوعيا، من الربيع العربي وغيره.

هذا الرد هو اكبر بكثير من القصف في فلسطين المحتلة. الرد الثاني هو فتح الجبهة للمقاومة الشعبية في الجولان وهذا طبيعي، فرضتم حربا على سوريا فهذا يعني ان المقاومة الشعبية في الجولان اصبحت متاحة.

الاسرائيليين ارسلوا رسائل تطمينات ورسائل تهدئة, ونحن في المقاومة في لبنان نعلن اننا مستعدون على ان نستلم سلاحا نوعيا مهما كان وان نحمي هذا السلاح وسندفع بهذا السلاح عن العدوان ضد شعبنا وارضنا ومقدساتنا.

اننا في المقاومة اللبنانية نعلن اننا نقف الى جانب المقاومة الشعبية السورية ونقدم العون والتنسيق والتدريب والتعاون من اجل تحرير الجولان السوري.

كل محور المقاومة والممانعة والذي حقق الانجازات وكسر مشاريع الاستعمار في منطقتنا فتم ذلك بالبعد عن المزايدات والمثابرة وهذا ما سيحقق النصر في الايام المقبلة.

نصرالله: النقطة الاخرى هي القصف على المناطق اللبنانية واليوم جرى قصف على الهرمل وانا اقول لاهالي هذه المناطق: انتم تتحملون لان هذه الضريبة يدفعها الشعب السوري وسوريا وسنعمل على معالجة الموضوع واعتقد انه سيعالج انشاءالله

نصرالله: في موضوع مخطفي اعزاز وما يجري حول هذا الملف ان ما علينا القيام به قمنا به والامور انشاءالله ستأخذ مسارها الايجابي والباقي عند الدولة

نصرالله: نحن نقترب من 15 ايار وبري اعلن عن عقد جلسات في هذا الموعد، وبطبيعة الحال اللجان النيابية صوتت على اللقاء الارثوذكسي واذا طرح هذا الامرللتصويت سنصوت معه اي يكن من صوت ومن لم يصوت لاننا اعطينا كلمتنا وكنا واضحين ولا نناور بهذا الموضوع ونحن صادقون بهذا الالتزام. وان تم التصويت على هذا الموضوع فيسير بمساره الدستوري وعندها لكل حادث حديث، ولكن ان لم يتم التصويت، فنحن في فريقنا لم نتفق الى الان على بديل ومستعدون للتشاور على ضوء مشاورات 15 ايار والامر سيكون متروكا لطبيعة الجلسات وحشرة الوقت، ولكننا بالتأكيد لسنا مع الفراغ والخيارات الاخرى غير الفراغ كلها قابلة للنقاش

نصرالله: اذا برأي من يشارك في تشكيل الحكومة انها فقط حكومة تشكيل انتخابات، ونحن لم نطالب ان نشارك باحجامنا الواقعية المشاركة في الحكومة بل باحجامنا النيابية وهذه الحكومة حكومة ستشرف على كل المسؤوليات وليس فقط مسؤولياتها الانتخابية حتى لو بقيت اسبوعا واحدا، وفي الدستور هذا الامر مفتوح ويجب عدم التحجج بالدستور. نحن نريد حكومة مصلحة وطنية في الظرف الحالي وما يجري في المنطقة والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والتوتر في المنطقة، فالمصلحة تكمن في تشكيل حكومة شراكة حقيقية، ويجب عدم تضييع الوقت في هذا الموضوع وفريقنا متمسك بتمثيله حسب الاحجام النيابية

نصرالله: فريقنا سمى ميقاتي وهم لم يسموه وحجبوا الثقة عنه وكل فريقنا كان موافقا على حكومة وحدة وطنية وبعدها شنوا حربا شعواء ودعوا العالم لمقاطعة حكومة ميقاتي وحرق اطارات واشتباكات واعلام قاسي وكل الهدف كان سقوط الحكومة. استقال ميقاتي وسمى الفريق الاخر سلام وهي شخصية من فريق 14 اذار ونحن قبلنا بهذه التسمية وتعاطينا معها بايجابية وانها فرصة للبلد ان نذهب لحكومة وحدة وطنية وحكومة انقاذ وطني ومصلحة وطنية وليس لحكومة تحدي، وبطبيعة الحال يجب ان يشعر الافرقاء انهم موجودون