واصل النظام الليبي محاولات استعادة السيطرة على “المناطق المحرّرة”، في وقت قصفت طائرات حربية أمس مدينتي البريقة وأجدابيا الواقعتين غربي مدينة بنغازي الشرقية، في ظل استعدادات الثوار في المدينتين لصد هجوم بري متوقع من الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمّر القذافي.
ووفقا لمصادر صحافية، فإنّ طائرات حربية قصفت مواقع عدة في مدينة البريقة، وتحديدا قرب مينائها ومنطقة صناعية تضم الشركة الليبية النروجية للنفط وشركة سرت لإنتاج النفط والغاز وتصنيعهما. ونقلت “الجزيرة” عن مصدر إعلامي أنّ الكتائب الأمنية التابعة للقذافي تستعدّ لمهاجمة مدينة البريقة، في محاولة لاستعادة السيطرة عليها، بعدما تمكّن الثوّار من إفشال تلك المحاولة أمس الأول.
وقال شهود عيان إنّ حشودا عسكرية في منطقة رأس لانوف على بعد 600 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس، تستعدّ لهجوم متوقع على الثوار هناك.
وأفادت مصادر صحافية أن مدينة أجدابيا تعرّضت لعمليات قصف متكرّرة من طائرات حربية، موضحة أن القصف استهدف مستودعات الأسلحة، مشيرة إلى أن الثوار في المدينة على أُهبة الاستعداد لأي هجوم محتمل من قوات القذافي.
وبحسب “الجزيرة”، فإنّ القذافي يحشد آلافا من المرتزقة لمهاجمة “المدن المحررة” في حين يستعين بنحو أربعة آلاف منهم لحماية منطقة العزيزية في طرابلس الغرب التي يتحصّن فيها.
وفي مدينة درنة أُعلن تشكيل مجلس محلّي موقت يتكوّن من نخبة من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات، اضافة إلى ممثلين عن ثورة الشباب الليبي في المدينة، على أن تنبثق من المجلس لجنة لتسيير أمور المدينة في جميع القطاعات، إلى حين عودة الاستقرار وسيادة القانون فيها.
أما في مدينة مصراتة الغربية فقد خرج الثوار إلى الشوارع وأحرقوا نسخا من الكتاب الأخضر الذي ألّفه القذافي ولخّص فيه “نظريته الثورية”، فيما ساد الهدوء بقية المدن “المحرّرة”، وبدأت الحياة تعود فيها إلى طبيعتها على رغم استعدادات الثوار فيها لأي طارئ، حسبما نقلت “الجزيرة”.
وفي بنغازي، أعلن ناطق بإسم “الثوار” الليبيين أن “المعارضة المسلّحة أسرت حوالي مئة مقاتل مُوالين للقذافي”، ذلك خلال مواجهات أمس الأول في مرفأ البريقة.
من جهة أخرى، استمر مسلسل إجلاء الأجانب من ليبيا في ظل استمرار الاقتتال الداخلي.
وعجزت سفينة استأجرها برنامج الأغذية العالمي لنقل ألف طن من دقيق القمح عن الوصول إلى بنغازي شرقي ليبيا، ما اضطرها للعودة إلى مالطا مع حمولتها “لأسباب أمنية”، وفق ما أفاد المتحدث باسم البرنامج الذي أوضح أن “مالكي السفينة قرروا العودة بعد تلقيهم أنباء عن قصف جوي”.(وكالات)