إكس خبر- حذّرت الكاتبة في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أسلي أيدينتاسباس، من أنّ الخارطة السياسة التركية تتبدّل، متسائلةً عما إذا كانت البلاد مستعدة لتنفض عنها سلطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
في تحليلها، تناولت أيدينتاسباس إعلان رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو الجمعة تأسيس حزب سياسي جديد، حزب “المستقبل”، مشيرةً إلى أنّ داود أوغلو يتمتع بثقل في الأوساط المحافظة ومحذرةً من أنّ تحدّيه لأردوغان يؤثّر في ترجيح كفة قوى المعارضة أكثر.
عن داود أوغلو، أوضحت أيدينتاسباس أنّه شغل منصب مستشار للسياسة الخارجية ووزير خارجية ورئيس وزراء، خلال الفترة التي بلغ فيها حزب “العدالة والتنمية” ذروته، وذلك قبل أن يقع الخلاف بينه وبين أردوغان في العام 2016.
وتابعت أيدينتاسباس بالقول إنّ المثقفين الليبراليين الأتراك ينتقدون داود أوغلو لأنّه أطال البقاء إلى جانب أردوغان، معتبرةً أنّهم مخطئون، إذ يُعدّ المحافظون السنة “مفتاح التغيير السياسي الديمغرافي”. وبيّنت أيدينتاسباس أنّ التصويت لحزب “الشعب الجمهوري”، حزب المعارضة العلماني الأكبر أو حزب “الشعوب الديمقراطي” الكردي غير وارد بالنسبة إلى جزء كبير من “المحافظين السنة”. وعليه، أكّدت أيدينتاسباس أنّ رسالة داود أوغلو ستلقى صدى في تركيا.
وانطلاقاً من هذا الاستنتاج، أوضحت أيدينتاسباس أنّ خطوة داود أوغلو ستؤثر على نتائج الانتخابات، قائلةً إنّه كان بإمكان حزب “العدالة والتنمية” الفوز بالانتخابات بنسبة تتعدى الـ51% المطلوبة بصورة طفيفة، وذلك عبر تحالفه مع الأحزاب اليمينية المتطرفة.
أمّا اليوم، فبات “العدالة والتنمية” يحصد نسبة 30% من الأصوات تقريباً، وذلك بدعم حزب “العمل القومي” المتشدد، بحسب أيدينتاسباس. وفي هذا الإطار، ذكّرت بخسارة “العدالة والتنمية” جميع البلديات الكبرى تقريباً في الانتخابات الأخيرة، محذرةً من أنّ رؤية أردوغان رئيساً لمدى الحياة مسألة صعبة مع ولادة حزب “المستقبل” ومع ترقب ولادة حزب آخر بقيادة وزير المالية التركي السابق علي باباجان.
في المقابل، اعتبرت أيدينتاسباس أنّ توقيت “التصحيح الديمقراطي المقبل” غير واضح، مشيرةً إلى أنّ موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة حُدّد في 2023، إلاّ أنّ أغلبية السياسيين يتوقعون إجراءها قبل ذلك. وفي هذا الصدد، تناولت “العوامل الخارجية” التي من شأنها أن تطيل “فترة صلاحية النظام الحالي”، معددةً ما يلي:
-
خوض مغامرة عسكرية في الخارج
-
العلاقات الأميركية-التركية، فمن شأن إعادة انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تطيل أمد الود الاستراتيجي، ما يسّهل على أردوغان إدارة الاقتصاد التركي والتعامل مع التوترات الداخلية.
في المقابل، توقّعت أيدينتاسباس أن يكون تأثير هذه العوامل موقتاً، خالصةً إلى أنّ “العدالة والتنمية” يحكم البلاد منذ 17 عاماً وفقد مهارته، ومعتبرةً أنّ حزباً آخر سيخلفه “عاجلاً أم آجلاً”.