اكس خبر – بدون كهرباء ولا ماء وبدون أمن او أمان, بلا رئيس أيضا, ومع آلاف الأكوام من الزبالة المنتشرة من قلب العاصمة بيروت الى جميع الاحياء على طول الـ10452 كيلومتر مربع, يقضي اللبنانيون آخر أنفاسهم لتزداد طينتهم بلّة مع كشف الأمم المتحدة عن أرقام تؤكد وقوع نصف الشعب بدائرة الفقر وتحت خط الفقر بكثير أيضا.
نعم, 1.5 مليون لبناني يعيش تحت خط الفقر. هو رقم مخيف في بلد لا يتجاوز عدد سكانه الاصليين الاربعة ملايين، اما عدد سكانه بات اليوم 6 ملايين بفعل النزوح السوري واللجوء الفلسطيني.
واذا ما وضعنا اوضاع اللاجئين السوريين والفلسطينيين والتي تُظهر الارقام، بؤس معيشتهم، فإننا نتحدث هنا عن ثلث الشعب اللبناني الذي يعيش بأقل من 4 دولار يوميا، بعد ان كان هؤلاء يشكلون في العام 2008 28%. اي ان الرقم يتصاعد، بدل من قيام الدولة باتخاذ خطوات وتدابير للحد من تدهور الحياة المعيشية لشعبها.
لكن هناك اسباب موضوعية طرأت على لبنان في السنوات الاربعة الماضية اسهمت في رفع هذه النسب من الفقر داخل فئات الشعب اللبناني، ابرزها اللجوء السوري.
فاللجوء السوري، مع ما يعنيه من يد عاملة رخيصة، واستماتة على التقاط فرص عمل، استطاع ان ينحى باعداد كبيرة من اللبنانيين الى البطالة، وان يجعلهم يبحثون عن عمل من دون جدوى، كما دفع اللجوء السوري اللبنانيين الى القبول برواتب متدنية كانوا يرفضونها قبل النزوح، والسبب ان الرواتب المتدنية افضل من لا شيء، بعد ان غزا السوريون جميع قطاعات العمل حتى تلك التي تتطلب شهادات جامعية مما اضطر وزير العمل الى اتخاذ قرارات تمنع تشغيل السوريين الا في قطاعات محددة جدا من دون التزام بالقانون.
ناهيك عن اللجوء السوري، فإن ازمات المنطقة السياسية وتدخل حزب الله في سوريا وعمله على زعزعة امن الخليج دفع بعض الدول الخليجية الى التشديد على عازمات المنطقة السياسية وتدخل حزب الله في سوريا وعمله على زعزعة امن الخليج دفع بعض الدول الخليجية الى التشديد على عمل اللبنانيين هناك وترحيل البعض ومنع تجديد اقامات اخرين وكل ذلك اسهم في قطع موارد الاف العائلات التي تعتمد على المال الاغترابي.
كما ان تأمين الدولة للحد الادنى من متطلبات اللاجئين السوريين من دون دعم دولي فعلي وحقيقي، تم على حساب اللبنانيين ومعيشتهم. اضف الى هذه كله الفساد المتنامي في الدولة اللبنانية.
اسباب دفعت مئات الاف اللبنانيين الى العيش ليسوا فقراء بل تحت خط الفقر ليتشاركوا مع الفلسطينيين والسوريين معاناتهم.