فرنسا- عندليب دندش: كانت باريس أمس على موعد مع الارهاب مجددا. إرهاب لم تستطع فرنسا التخلص منه بعد منذ أن استهدفها مطلع هذا العام بالعمليات الارهابية التي طالت صحيفة شارل ايبدو ولم تنته مع قطع رأس رجل وتعليق رأسه على احد اعمدة الكهرباء في يونيو الماضي.
فربما سيسجل التاريخ ان العام 2015 كان الاسوأ بالنسبة الى فرنسا امنيا وارهابيا اذ انه لم يحصل ابدا لهذا البلد ان عايش هذا الكم من الارهاب في عام واحد.
أكثر من 120 شخصا هم حصيلة القتلى الذين قضوا بهجمات وتفجيرات باريس الارهابية التي وقعت امس فيما جُرح حوالي مئتين اخرين، اذ لقي حوالي 100 شخص مصرعهم في الهجمات التي استهدفت مركز باتاكالون للفنون في وسط العاصمة وقتل آخرون بتفجير انتحاري قرب ستاد دو فرانس وهجمات بالأسلحة على مطاعم وسط باريس. كما لقي ثمانية متطرفين مصرعهم في الهجمات “بينهم سبعة في تفجيرات انتحارية” بحسب اعلان مكتب المدعي العام الفرنسي.
وتعيش فرنسا في حال طوارئ في مختلف انحاء البلاد، وسارعت الى اغلاق حدودها بعد وقوع الهجمات التي وصفت بأنها غير مسبوقة في البلاد والتي اطلق عليها 11 سبتمبر الفرنسية
كما أمر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بنشر الجيش في أنحاء العاصمة الفرنسية وتداعى مجلس الدفاع الوطني الى عقد اجتماع طارئ اليوم السبت، وتم دعوة سكان باريس الى التزام منازلهم.
هول الهجمات الارهابية في باريس لم تمر من دون تنديد دولي واسع اذ وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأحداث بأنها “هجمات على الإنسانية” و”محاولة فظيعة لترويع المدنيين الأبرياء.” فيما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انها تعكس كراهية واصفا القتلة بأنهم ليسوا بشرا ومؤكدا استعداد روسيا لدعم حكومة وشعب فرنسا.
أما رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون فشدد على أن بلاده سوف تفعل أقصى ما تستطيع للمساعدة.
باريس والارهاب.. معركة مستمرة
في يوليو الماضي نجحت فرنسا في الاجهاز على مخطط خطير كان يستهدف قطع رأس عسكري فرنسي رفيع المستوى في الذكرى الأولى للهجوم على مكتب “شارلي إيبدو” في باريس”، حيث تمكنت السلطات الفرنسية بحسب وسائل اعلامية فرنسية، من القبض على 4 اشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و23 عاما في مختلف أنحاء البلاد في 13 تموز يوليو”.
وبحسب المصادر فإن الشبان الأربعة خططوا للهجوم على عسكري رفيع المستوى في قاعدة “Fort Bear” العسكرية في إقليم البرانس الشرقية جنوب فرنسا”، لافتة إلى أن “أحد الأشخاص المحتجزين سبق له أن خدم في القوات البحرية وقضى عدة أشهر في القاعدة المذكورة”.
ذبح رجل وتعليق رأسه
هذه الحوادث الارهابية في مجملها لم تكن منفصلة عن الحوادث الارهابية التي تشهدها باريس منذ تنفيذ الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو. ففي 26 يونيو الماضي لقي شخص في فرنسا مصرعه بعد قطع رأسه وإصابة آخرون بجروح
أما المشتبه بارتكابه الهجوم وجريمة الذبح فكان يعمل موظفا لدى الشخص الذي فصل رأسه عن جسده والذي كان يمتلك شركة للنقل. وقام القاتل بتعليق رأس الضحية على احد اعمدة الكهرباء وكتب على الجثة عبارات باللغة العربية بالإضافة إلى راية إسلامية بالقرب من الموقع.
اما العملية بحسب المسؤولين فتمت عبر قيام شخصين بالهجوم بسيارة على مصنع للغاز بالقرب من ليون وسمع دوي انفجارات.
ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم انذاك بأنه “إرهابي”.
شارلي ايبدو والارهاب
الحوادث الارهابية التي ضربت باريس تأتي بعد اشهر فقط من تاريخ الهجوم الشهير على صحيفة شارلي إيبدو حين اقتحم ملثمين إثنين مقر الصحيفة الساخرة في 7 يناير 2015 بحدود الساعة 11 صباحًا وقتلا 12 شخصاً وجرحا 11 آخرين. ثم دخل المسلحان المبنى وبدأوا بإطلاق النار من أسلحة كلاشنكوف.
وتبنى تنظيم القاعدة في تسجيل مصور بُث في 14 يناير العملية التي وقعت في باريس بحق الاعلام، وقال في التصوير المتحدث باسم التنظيم أن العملية تمت بأمر زعيم التنظيم أيمن الظواهري.
وتلا هذه الهجمات هجمات ارهابية اخرى على مدى يومين في باريس وضواحيها، لتكون حصيلة القتلى خلال 3 ايام 20 قتيلا في باريس وضواحيها، بينهم 12 في هجوم شارلي إبدو، 4 في احتجاز رهائن بورت دو فإنسان، و1 في حادثة اطلاق النار في مونروج.
يشار الى ان تنظيم داعش الإرهابي تبنى فى بيان رسمي له الهجمات التي تعرضت لها باريس أمس الجمعة.