أحيا
الفلسطينيون، أمس، الذكرى الثانية للمحرقة “الإسرائيلية” في قطاع غزة من
فعاليات رسمية وشعبية وذلك وسط استمرار تهديدات الكيان بشن عدوان وارتكاب
محرقة جديدة على القطاع . وانطلقت فعاليات إحياء الذكرى الثانية للحرب
بإطلاق صفارات الإنذار في تمام الساعة 25 .11 بالتوقيت المحلي (25 .9
بتوقيت غرنتش)، في إشارة للوقت الذي انطلقت شرارة المحرقة “الإسرائيلية”
قبل عامين . وتوقفت حركة السير للسيارات والسكان في جميع شوارع غزة دقيقة
حداداً على أرواح الضحايا . وأطلقت سيارات الإسعاف والدفاع المدني وهي
تجوب شوارع المدينة في مسيرات صفاراتها . ومنذ ساعة مبكرة، أمس، بدأت
فضائية الأقصى المحسوبة على “حماس” بث مشاهد من أيام المحرقة، كما أفردت
الاذاعات المحلية برامج خاصة للمناسبة .
وتظاهر
عشرات الأطفال في ساحة الجندي المجهول وسط غزة للتنديد بالمحرقة والمطالبة
بتقديم قادة الاحتلال إلى المحاكمة الدولية باعتبارهم مجرمي حرب . وتخلل
التظاهرة التي رفعت شعار (أوقفوا الحرب ضد أطفال غزة)، إطلاق صفارات
الإنذار إلى جانب عروض لفقرات فنية ومسرحية تناولت مشاهد للمحرقة، خاصة
جرائم قتل أطفال والغارات .
ورسم
50 شاباً وشابة في فعالية موازية لوحات فنية وجداريات على الجدران الرئيسة
لوسط غزة لتجسيد المحرقة وأبرز مشاهدها من تدمير للمنازل والمؤسسات وصور
الضحايا الأطفال . وأعرب الشبان في لوحاتهم عن أملهم أن يكون العام المقبل
عاماً يحمل فيه السلام ويتوقف العدوان .
وفي
جباليا شمال القطاع، شارك مئات من عناصر وأنصار حركة الجهاد الإسلامي في
تظاهرة نظمتها الحركة لمناسبة مرور عامين على المحرقة وهم يرددون هتافات
تدعو لمواصلة المقاومة، رافعين صوراً لشهداء قضوا خلال المحرقة . ودعا
القيادي البارز في الجهاد الإسلامي محمد الهندي الأمة العربية لتوفير غطاء
للمقاومة . وقال موجها حديثه للعرب “نحن في الخندق الأول، “إسرائيل” تتهدد
الجميع، موجودة في العراق والسودان والصومال” . وأضاف “بعد عامين على
الحرب قوة الردع لدى العدو تآكلت، لن يستطيعوا أن يحققوا بعد اليوم نصراً
على شعبنا ومقاومته” .
واعتصمت
عشرات النساء بدعوة من حركة “حماس” قبالة مقر المجلس التشريعي وهن يرفعن
شعارات تندد بالمحرقة وتطالب بتمكين النساء الفلسطينيات من حقوقهن .
وقامت
الحكومة المقالة بحملة زرعت خلالها 1440 شتلة في شمال القطاع “وفاء لشهداء
الحرب” . وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم الداخلية (المقالة) إنه “رغم
الصعاب وقلة الإمكانات بسبب الحصار، بتنا أكثر قوة بتطوير أفراد الأجهزة
وتأهيلهم وتدريبهم منذ الحرب حتى اللحظة” .
وقالت
الداخلية في بيان لها، أمس، أن عدد الشهداء في صفوفها خلال الحرب بلغ 366
شهيداً من جميع الأجهزة الأمنية، فيما أصيب 340 فرداً آخرين . وأشارت إلى
أن العدوان دمر ما نسبته 86% من مواقع الأجهزة الأمنية في محافظات القطاع
كلياً أو جزئياً، لافتةً إلى أنها قامت بإعادة إنشاء وترميم ما نسبته 85%
مما دمر رغم الحصار . ودعت الوزارة إلى “دراسة دقيقة لنتائج الحرب
لاستخلاص العبر ومحاكمة كل من خان الشعب الفلسطيني والقضية، وكل من قدم
معلومات عن مقار الأجهزة ومراكز الشرطة” .
وشددت
حركة “حماس” في بيان بهذه المناسبة على أن “المقاومة وعلى رأسها حماس
استطاعت ان تفشل هذا العدو ولم تتنازل ولم تعترف بالكيان ولم ترضخ للشروط
الصهيونية” . وأشارت إلى أن العدو حاول بحربه على غزة أن “يقضي على مقاومة
الشعب وأن ينهي، حكم الحكومة الشرعية . . ليفرض حلوله الاستسلامية” .
واتهمت الحركة الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع “إسرائيل”
في العدوان على غزة . وقالت في بيانها “لم يجرؤ هذا العدو الجبان أن يقدم
على هذه الخطوة إلا بعد أن أخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، ووجد
ترحيباً ومباركة من بعض الدول الإقليمية وتشجيعاً من السلطة” .
وفي
مؤتمر صحفي عقد في غزة، أكدت خمس مجموعات عسكرية تطلق على نفسها “فصائل
نوفمبر الممانعة” أنها “على جاهزية تامة لصد العدوان وإلحاق أفدح الخسائر
في صفوف العدو” . ورأت ان تهديدات الاحتلال بشن عدوان جديد على غزة “لا
تزيدنا إلا قوة وتمسكاً بالمقاومة وقتل وخطف الجنود الصهاينة وتحقيق آمال
شعبنا في الحرية وتحرير الأسرى” . وتأتي الذكرى الثانية للمحرقة في وقت
يشهد القطاع توتراً وتصعيداً من جانب الاحتلال وردوداً من المقاومة . وقال
نائب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” سيلفان شالوم إنه “في حال استمر هذا
الوضع، في حال استمر تهريب الصواريخ (إلى غزة)، في حال واصلت (المقاومة)
قصف “إسرائيل”، عندها سيكون علينا الرد بكل ما أوتينا من قوة” . وأخلى
عشرات العمال منطقة الأنفاق على الشريط الحدودي بين مصر وغزة، منذ فجر
أمس، بسبب سريان إشاعة حول غارات جوية محتملة .