إكس خبر- يزداد القلق يوماً بعد يوم، وتكبر الريبة، من الغارات التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وإذا كان هناك من قلق حقيقي فهو يتجسّد بما صدر عن الولايات المتحدة عن أنّ الغارات قد تطول لأنّ الحرب على «داعش» طويلة.
الكلّ سمع بالتنسيق بين سورية وأميركا أو قرأ عنه، لكن الأهمّ أنّ الاستنفار الروسي الإيراني للوقوف مع سورية إذا تعرّضت لأيّ عدوان، كما حصل عندما هدّد أوباما بالتدخل العسكري إبان أزمة الكيميائي، لم يحصل اليوم.
الكلّ على ما يبدو مطمئن رغم تصريحات الرفض والنفي والإنكار، إلا أنّ سلوك حلفاء سورية اليوم لا يشبه أبداً ما كان عليه عند التهديد بضربها في السابق.
سلوك وتصريحات حلفاء أميركا أيضاً من غربيين وعرب يختلف اليوم أيضاً، فلا أحد يحشد لضرب الأسد، أو يحرّض على ذلك، لا بل أكثر من هذا، فإنّ الدول الخليجية التي قيل إنها تدعم الجماعات الإرهابية النافذة على الأرض تعلن على الملأ أنها تشارك اليوم بقصف مواقع الإرهابيين… فهل يسارع الحلفاء إلى إخفاء معالم التورّط؟ أم أنّ الحديث عن أنّ هذا الحشد الدولي والمسارعة فيه هو ضرورة بنتيجة ما سُرّب من معلومات استخبارية تقاطعت حول وصول موادّ كيميائية إلى أيدي الجماعات الإرهابية ما قد يعني أن امتلاكهم أسلحة خطيرة ومصانع أصبح واقعاً؟
الأكيد اذاً هو أنّ الروس والإيرانيين مطمئنون هذه المرة، حيث الكلام مختلف والحديث مختلف والظرف مختلف، ما يشير إلى أنّ هناك ما سمح لكلّ الأطراف بالاتفاق على الغارات.
يلفت أنّ الطرف الأميركي- الدولي يحيّد الرئيس الأسد عن هذه الغارات وهو الذي سعى جاهداً إلى ضرب النظام السوري منذ بداية الأزمة، وهو الذي لا ينفك عن بعث رسائل تؤكد أنّ حربه هي مع «داعش» فقط.
الاسد خط أحمر» متفق عليه»، ولا تستطيع قوى العالم التي اجتمعت توجيه ضربات لمؤسسات الدولة السورية وتواجد الجيش والثكنات او الخروج عمّا تمّ التنسيق او التعاون بشأنه… توازن رعب فرضه الأسد رضي به العالم…
غارات التحالف الدولي تعترف بشرعية الأسد وبعدم القدرة على تخطي ما فرضه من هالة وقوة ميدانية عسكرية هو والجيش السوري وحلفاؤه، وبالتالي للمتخوّفين من تحوّل سورية الى ليبيا اخرى بخدعة اميركية، نقول إنّ مجرد التفكير بهذا هو غضّ نظر وتجاهل قوات التحالف الدولي ايّ حديث عن حرب مع الأسد و/أو محاولة إسقاطه، وهو تجاهل أيضاً لجهوزية روسية إيرانية سورية منذ بداية الأزمة السورية، ووضع هذا الاحتمال على طاولة البحث لصدّ أيّ حرب دولية على سورية يرون اليوم انها ليست مطروحة… ويعرف الغرب انه لا يمكنه القيام بها.
ومع كلّ هذا يبقى السؤال الأبرز: إذا كانت الحرب على الإرهاب طويلة حسب أوباما فهل هذا يعني أنّ هذه الضربات مفتوحة؟
إذا كان كذلك ألا يعني هذا أنّ باب التنسيق مع سورية هو طويل ايضاً، وبالتالي سيفتح آفاق كبرى وأرضية كفيلة بأن تترجم بتطوارت هامة على مجريات الأزمة في سورية؟