خاص اكس خبر – هذا ما آل اليه اهالي بيروت او ما يعرفون بالـ”بيارتة” بحسب لائحة الانتخاب البلدية المدعومة من تيار المستقبل. لائحة انضم اليها الاف المندوبين والسائقين ومنسقي الاتصالات من اهالي بيروت مقابل بدل مادي زهيد بحجة “انو ما في مصاري بالتيار”، واذا بهم يتذللون على ابواب مكتب التيار في قريطم للحصول عليه، على مدى ليلتين، لينتهي بهم الامر بالصراخ عليهم مرات عدة وانتظار دورهم في نيل نصيبهم.
فماذا جرى بالتفصيل مع مندوبي راس بيروت؟؟؟
قبل الدخول بتفاصيل ما جرى يُشار الى ان المندوبين الثابتين والمتجولين عملوا مقابل بدل مادي 100 دولار، فيما تقاضى من لم يرد اسمه في التصاريح 100 الف ليرة مقابل عمله كمندوب استقبال. اما تسجيل السيارات فسعرها 150 دولار.
وبالعودة الى ما جرى مع المندوبين في راس بيروت، فتم حبسهم في اول ليلة داخل مكتب التيار في مبنى السادات في الحمرا، لمدة 4 ساعات تقريبا، على امل ان ال100 دولار سيقبضونها بعد قليل، ومرت الساعات بين الصياح عليهم ليسكتوا، وبين معاملتهم بتحقير، وفي النهاية لم يقبضوا فلسا. والانكى من ذلك ان هؤلاء المندوبين الثابتين والجوالين بقوا حتى الساعة العاشرة من دون عشاء ولا عصير وما يصلهم فقط هي “قناني الماي”.
وعلى مضض عاد المندوبين في اليوم الثاني، لكن هذه المرة الى مكتب التيار في قريطم، اي بالقرب من قصر الحريري، وهناك كان المشهد مبكي اكثر من اليوم الاول.
فغالبية المندوبين هم نسوة تجاوز العمر ببعضهن الستين، وينتظرون تقاضي 100 الف ليرة لانهن عملن في عين الشمس الحارقة كمندوبين متجولين واستقبال.
الصراخ يملأ المكان. الاهانات تطال الجميع. ولا احد يفهم شيئا وكيف سيتناول مبلغه المالي. بعضهن تفاجأن بال100 الف ليرة لان الاتفاق كان على 100 دولار. والكل يقول ان ال50 الف ليرة طارت بالتأكيد الى جيوب المسؤولين عن توزيع الاموال.
احداهن انتفضت وقالت “ساترك ال100 الف الكن، نحنا مش عم نشحد، للساعة 7 بعين الشمس وعم تعطونا 100 الف، وغيرنا اخد 100 دولار حق صوتو، انا بدي حق صوتي 100 دولار ومسامحتك بالشغل”.
اخرى بدأت تصيح بعيون دامعة “الحريري ما بيقبل بهالذل اللي عم تذلونا ياه، قولولنا ما في مصاري اشرفلنا، نحنا ما مناخد اعاشة لتعطونا ياها بطريقة الذل هيدي، نحنا عم ناخد حق تعبنا رغم انو قليل كتير”.
يخرج المسؤول عن توزيع الاموال عن صمته ويقول لها “اصمتي واجلسي على الكرسي من دون كلام” مضيفا “انتو بهدلتو حالكن”.
ووسط هذه الاجواء، تقول احدى المندوبات “والله خرج تلفزيون المنار يجي ويصور هون بهدلة العالم واذلالها”، وغيرها تقول “حزب الله قبّض المندوب 200 الف ليرة ونحنا عم ننذل هون ع ال100 الف ليرة”.
اسدل الستار على بشاعة المشهد، من دون اي جديد، سوى صوت احداهن يتكرر كل نصف ساعة متعهدة بنقل هذا المشهد باكمله وحذافيره الى سعد الحريري، وبأي طريقة.
اموال السائقين
وفي اليوم التالي تكرر مشهد المندوبين مع السائقين مع فارق بسيط وهو استحضار عشرات رجال الامن لان العنصر الذكري هو الطاغي، وهناك مخاوف من حصول مشاكل عند الدفع لهم.
وشكا السائقون من قلة التنظيم ومن الاذلال الذي واجهوه جراء تقاضي مبالغ زهيدة اصلا.
ونحن في “اكس خبر” نضم صوتنا الى الجميع ونقول لهم اننا سنساهم عبر هذا الخبر بتوصيل ما جرى الى الرئيس سعد الحريري، قائلين له “هل يستحق اهالي رأس بيروت، وبيروت كلها من ورائهم، هذه الاهانة وهذا الاذلال، وهم الذين يشكلون لك الحصن الحصين في السياسة؟ بعضا من الاحترام بعضا من رد الجميل يا سعد، لان كرامة هؤلاء اغلى من 100 الف ليرة و100 دولار “تتكرم” بها عليهم.