نجح علماء أميركيون في تطوير جهاز محمول يستطيع الكشف خلال ساعة عن الإصابة بالسرطان من خلال تحليل عينات من أنسجة جسم الشخص المشتبه في إصابته بالسرطان من دون الحاجة للتحاليل المخبرية التي قد تستغرق ثلاثة أيام.
وأوضح الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها الاربعاء الماضي في مجلة «ساينس ترانسليشونال ميديسين» الأميركية، أنه من الممكن أن يعمل هذا الجهاز من خلال توصيله بهاتف «سمارت فون» وأن هذا الجهاز لا يتميز بالسرعة فقط بل وبدقة أكثر من الطريقة الحالية لتشخيص السرطان.
وغالبا ما يتم أخذ خلايا أو قطع صغيرة من أنسجة ما يشتبه بأنه ورم سرطاني من خلال جراحة بسيطة ثم تحليل هذه الخلايا أو العينات في المعمل لكشف الإصابة بالسرطان من خلال التحليل السطحي لهذه الخلايا والأنسجة أو من خلال التحليل الكيميائي الذي يعتمد على الكشف على آثار خلايا الجهاز المناعي كدليل على إصابة الجسم بخلايا سرطانية ومحاولة الجسم التصدي لها.
قام جيرد هون وزملاؤه في كلية طب هارفارد بجامعة بوسطن باستخدام الجهاز الجديد في تحليل عينات 50 شخصا من المشتبه بإصابتهم بسرطان الأمعاء.
ويكشف الجهاز الجديد عن بروتينات وغيرها من مكونات الخلية معتمدا على جزيئات نانونية مغناطيسية وذلك بعد أن بحثوا عن بروتينات جديدة مميزة للسرطان وبذلك عثروا على السرطان لدى 44 مريضا.
وأكدت التحاليل التقليدية هذه النتائج قبل أن يستخدم العلماء هذه الطريقة في الكشف عن السرطان لدى 20 مريضا آخر.
ثم ركز الباحثون على أربع بروتينات مميزة للإصابة بالسرطان واستطاعوا من خلال ذلك الكشف عن السرطان بدقة 96%، وللمقارنة فإن التحاليل التقليدية تكشف عن السرطان بدقة لا تتجاوز 84%.
وتبين للباحثين أن البروتينات السرطانية في العينات تتلاشى بسرعة بعد أخذ هذه العينات، ما جعلهم يوصون بسرعة تحليل هذه العينات عقب أخذها أو تحسين طرق حفظ هذه العينات حتى لا تتلاشى آثار الخلايا السرطانية.
كما كشف الباحثون أن العلامات المميزة لإصابة الخلايا بالسرطان تختلف من شخص لآخر وقد تختلف من عينة لأخرى لدى المصاب نفسه، وأوصى الباحثون بأخذ ذلك في الحسبان ومراعاته عند اختيار العقاقير المناسبة.