اكس خبر- ان نسمع بأخبار التحرش في الاوساط الشعبية فذاك امر بات اكثر من مألوف، لكن ان يتعرض وزير اوروبي للتحرش فهذا مستغرب وهذا ما حصل فعلا مع “ايمانويل ماكرون” وزير الاقتصاد الفرنسي الذي تعرض إلى تحرّش جنسي من طالبة في الحقوق أمطرته على امتداد أكثر من ستّة أشهر- منذ شهر أيلول (سبتمبر) إلى شهر فبراير – بعدد لا يحصى من الرسائل الغراميّة السّاخنة على عنوان بريده الإلكتروني الشخصي وكانت هذه الرّسائل مرفوقة بصور لها في أوضاع مغريّة جنسيّاً.
ووفق ما أوردته جرائد فرنسيّة ومن بينها صحيفة “ميدي ليبر” فإنّ الطالبة وهي من “الغابون” عمرها 29 عاماً ومقيمة في فرنسا، طار عقلها عشقاً بالوزير الفرنسي وأغرقته برسائل حب ملتهبة، ولكن من سوء حظها أنّ الوزير لم يبادلها هذه المشاعر وتضايق في النهاية من كثرة هذه الرّسائل الملتهبة والصّور الخليعة المرافقة لها، وتقدّم بشكوى للقضاء يوم 16 فبراير2016.
وتوصّلت الشرطة بعد بحث إلى معرفة الفتاة ومقرّ إقامتها قرب مدينة “مونبيلييه” (780 كلم جنوبي باريس) وبإذن من النّيابة تمّ اقتحام بيتها وحجز حاسوبها وهاتفها الجوّال، كما تم إيقاف الطالبة والتحقيق معها وفق القانون المصادق عليه منذ أغسطس 2014 والخاص بالتحرش الجنسي والمضايقة والشّغب عبر البريد الإلكتروني والهاتف الجوّال، والذي ينصّ عند ثبوت التهمة على السجن عاماً وغرامة مالية 15 ألف يورو.
كما تمّ إخضاع الفتاة إلى اختبار نفسي أثبت أنّها تعاني من اضطرابات نفسيّة ولا تمثّل خطراً على الوزير، وهو ما أسهم في التخفيف عند إصدار الحكم عليها والاكتفاء بالتنبيه عليها قانونيّاً بالكفّ عن التحرّش بالوزير.
شخصيّة تخرج عن المألوف
ويعدّ إيمانويل ماكرون “نجم” الحكومة الفرنسيّة، وقد رافق تعينه منذ قرابة عامين موجة عارمة من ردود الفعل بين مؤيد ورافض وبين معجب ومنتقد، فالوزير شاب والوزارة التي تولاها هي من أهم وأكبر الوزارات الفرنسية، ثم إنّ أكثر ما أثار الجدل حوله هو أنه رجل مليونير، وعمل في بنك “روتشيلد” وله توجه ليبيرالي، وتمّ تعيينه في حكومة تنتمي إلى الحزب الاشتراكي صاحب الأغلبية في البرلمان.
والوزير ماكرون شخصية تخرج عن المألوف فهو مغرم بالفلسفة وعازف بيانو ماهر، وسبق أن مارس رياضة الملاكمة وكرة القدم ويتمتّع بـ “كاريزما”، إلى جانب ذكائه الوقّاد وكفاءته وخفّة ظلّه. وهو ناجح جداً في عالم المال والأعمال.
ومن بين ما أثار حوله مزيداً من الفضول والاهتمام أنه متزوج من “بريجيت ترونيو” التّي تكبره بعشرين عاماً بأكملها، وأغرب من ذلك أنّها كانت أستاذته ودرّسته اللّغة الفرنسيّة عندما كان تلميذاً في المعهد الثانوي، وقد عارض والداه – وهما طبيبان – هذه العلاقة وقاما بنقله إلى معهد آخر، إلا أنّه أصرّ على مواصلة علاقته بأستاذته إلى أن تزوّجها منذ تسعة أعوام، علماً أنها أم لثلاثة أبناء من زواج سابق، وهي أيضاً جدّة لـ 6 أحفاد وقد استقالت من التدريس لتتفرّغ إلى زوجها منذ أن تم تعيينه وزيراً. ولأنّها وبسبب سنّها لم يعد باستطاعتها إنجاب أطفال من زوجها الوزير الشاب فإنّ هذا الأخير صرّح بأنّه لا يرغب في إنجاب أطفال، وأّنّه يعتبر أبناء زوجته الثلاثة هم أبناءه.
ورغم أن المرأة وهي في الثامنة والخمسين وبقيت بعيدة عن الأضواء، إلا أن الإعلام الفرنسي ركّز عليها خاصّة وأن زوجها الوزير له شعبيّة لدى النّساء الفرنسيّات، حتّى أنّ معهداً مختصّاً في عمليّات سبر الآراء أثبت في استفتاء أجراه بمناسبة يوم الحب أنّ 17 في المائة من الفرنسيات تمنين قضاء ليلة يوم الحب إلى جانب الوزير إيمانوال ماكرون في حين أنّ 13 في المائة عبرت عن قضائها إلى جانب إيمانيوال فالس الوزير الأوّل الفرنسي.