قال الرئيس العراقي جلال الطالباني انه سيتم تشكيل حكومة جديدة لاقتسام
السلطة يدعمها تكتل القائمة العراقية الذي يحظى بتأييد السنة وذلك بعد
أشهر من الخلافات وان العنف الذي تعاني منه البلاد سوف ينتهي. ولكن زعيم
تكتل العراقية اياد علاوي قال في لندن ان الحكومة الجديدة لا تجسد ترتيبا
حقيقيا لاقتسام السلطة ولن تستمر طويلا.
ويبرز اختلاف وجهات نظرهما بشأن افاق الحكومة الجديدة المشكلات التي لازمت
المحادثات بين الشيعة والسنة والاكراد منذ الانتخابات في مارس اذار الماضي
وسط مخاوف من تجدد العنف الطائفي اذا انهارت المفاوضات.
وقال الطالباني يوم الثلاثاء انه من غير الواضح ما اذا كان علاوي سيشارك
في الحكومة الجديدة التي سيقودها الشيعة. وكان علاوي وصف الاسبوع الماضي
اتفاق تقاسم السلطة بين الطوائف الثلاث بانه “ميت”.
وقال الطالباني لرويترز عقب اجتماع مع رئيس الوزراء اليوناني جورج
باباندريو في باريس “رشحناه لرئاسة المجلس الوطني للسياسات…انه منصب مهم
للغاية لكن لا اعرف بشأن مشاركته.”
وقال الطالباني -وهو كردي- ان قيادة العراقية “اكدت” له انها ستشارك في
العملية السياسية بعد اشهر من المساومات التي اذكت المخاوف من تجدد العنف
الطائفي.
وقال بعد حضور اجتماع مجلس الاشتراكية الدولية “سيحدث وينتهي العنف.”
وقال علاوي في مقابلة في لندن انه لا يتوقع ان يؤدي الاتفاق الى حكومة مستقرة لانها لن تكون حكومة تقاسم السلطة التي تم تصويرها.
وقال لرويترز في مقابلة يوم الثلاثاء “صيغة اقتسام السلطة شوهت وقضية
التداول شوهت لذلك لست واثقا اذا كان من الممكن تشكيل حكومة متماسكة.”
واضاف “لا يزال لدينا بعض الوقت لمناقشة القضايا ولرؤية اذا كان ذلك سيحدث ام لا.” وسئل هل ستستمر الحكومة طويلا فقال “لا”.
وقال انه لن يشارك في الحكومة الجديدة. وتابع بقوله “لن اكون جزءا من مجلس
الوزراء على اي حال. الامر ليس مطروحا او معروضا حاليا او ان قائمة
العراقية تريدني أن أكون عضوا.”
وأضاف علاوي انه لم يقرر ان كان سيقبل دورا كبيرا جديدا عرض عليه يفترض ان يكون رئيس مجلس السياسات الذي لم يتشكل بعد.
وأنشئ ذلك المنصب خصيصا له كوسيلة لكسر الجمود السياسي بين الكتل السنية والشيعية والكردية والذي ترك العراق بدون حكومة منذ اشهر.
غير ان علاوي هون من شأن انسحاب اعضاء من تكتله من البرلمان الاسبوع
الماضي قائلا ان الخلافات التي كانت وراء ذلك سويت. وقال انه لن يعود
لبغداد لحضور افتتاح البرلمان يوم 21 من نوفمبر تشرين الثاني.
وأشار الى انه سيكون في لندن لحضور زفاف ابنته. وقال بعض نواب العراقية
انهم فوجئوا بتركه العراق في هذا التوقيت وانه لم يبلغهم بذهابه.
ويحتاج العراق الى حكومة مستقرة لاعادة بناء البنية التحتية واستغلال
ثروته النفطية في الوقت الذي يتراجع فيه العنف بعد سبع سنوات على الغزو
الذي قادته الولايات المتحدة.
وبموجب اتفاق تقاسم السلطة الذي تم التوصل اليه قبل ثلاثة أيام وزع الساسة
المناصب الرئيسية الثلاثة — رئيس الوزراء والرئيس ورئيس البرلمان — على
الكتل العرقية والطائفية الرئيسية.
وسئل الطالباني ان كان الاكراد توصلوا الى صفقة للانضمام للحكومة يتولون
بموجبها وزارة النفط أو مع اقرار اتفاق بشأن صادرات النفط من المنطقة
الكردية فاكد أن النفط مورد وطني.