إكس خبر- فاطمة عياش ضحية جديدة في مسلسل العنف الأسري، ابنة الخمسة والعشرين عاما نجت بأعجوبة من شرور زوجها الذي ضربها بشباك حديد وهي حامل بشهرها السابع. هي اليوم تصارع اوجاعها في المستشفى بينما توارى زوجها عن الأنظار. سيناريو ليس بجديد، فقبلها كانت تمارا حريصي تدفع ثمن حياتها ايضا وغيرهما كثيرات دون ان ينجح قانون حماية المرأة من العنف الاسري للحدّ من هذه الجرائم بعقوبة تساوي بقساوتها الكدمات والأوجاع التي تحملتها كل هذه النساء.
لم تكن فاطمة عياش تعرف ماذا ينتظرها عندما اتصلت بها الزوجة الجديدة لشريك عمرها تطلب منها المجيء الى المنزل لتوضيب اغراضها. فاطمة التي اكتشفت حديثاً ان زوجها تزوج عليها ، رضيت بنصيبها وبقيت تتأرجح بين بيتها الزوجي وبيت اهلها حتى تنجلي الامور بينهما. لم يكن لدى زوجها اي مبرر لضربها بهذه الوحشية، لكن ليس بالأمر المهم طالما ان الجاني يصبح طليقاً بعد اشهر او ايام. استنجدت عائلة فاطمة امس الاول بجمعية كفى من خلال اتصال ليليّ اجرته العائلة ، فاطمة التي كانت تنزف على درج منزلها نُقلت أخيرا الى المستشفى، في حين توارى زوجها عن الأنظار.
يتحدث خضر عياش ابن عم فاطمة عما جرى بالقول “هي ليست المرة الاولى التي تتعرض فاطمة للضرب المبرح من قبل زوجها، هذه المرة السادسة التي تلقى فيها فاطمة نصيبها في الضرب والإيذاء. لم يشفع حملها من عنف زوجها المتكرر، فكانت النتيجة كسر انفها وجروحا بليغة في انحاء جسدها. هي اليوم تصارع اوجاعها في المستشفى ، غير مصدقة ما حدث معها، ليس سهلاً ما تعيشه اليوم لاسيما انها حامل في شهرها السابع“.
ليست المرة الأولى
منذ شهرين اكتشفت فاطمة ان زوجها تزوج عليها بالسرّ رغم انه مضى على زواجها الجديد 8 اشهر. كانت تعيش مرحلة صعبة متنقلةً بين بيتها الزوجي وبين عائلتها. كان يصرخ في وجهها قائلة “ما بقى بدي اياك، قومي فلّي من هون”. لم تمضِ على زواجها سنة لكنها ذاقت الخيبة والألم والعنف في هذه الفترة القصيرة مع انها كانت عروسا جديدة. هي اليوم تحمل في احشائها توأما ، تنتظر قدومهما بفارغ الصبر لكنها لم تتخيل نفسها يوما ترقد في المستشفى بسبب عنف زوجها الوحشي”. هي ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها فاطمة للضرب” هذا ما اكده لنا ابن عمها. ففي المرة الاخيرة مضى زوجها على تعهد عند الشرطة يقضي بعدم لمس فاطمة مرة اخرى او التعرض لها. لكنه اليوم انقلب على تعهده هذا حيث ضربها بشباك حديد دون رحمة او شفقة. هو هارب من وجه العدالة، لاذ بالفرار مع زوجته الجديدة وأمه وأخته الى جهة مجهولة وتقوم السلطات المعنية والمخابرات بالبحث عنه بعدما تقدمنا بشكوى الى النيابة العامة والشرطة العسكرية. كما قمنا بتوكيل محامية تتابع القضية ، فنحن لن نسكت عما جرى ومن حق فاطمة ان تأخذ حقوقها وتطلب الطلاق بعدما وصلت الى شفير الموت.
يشدد عياش في حديثه على اننا “لن نرضى ان نرميها في النار، هي التي بذلت كل حياتها ودفعت على منزلها الزوجي دم قلبها لتحسينه، هي التي بنت بيتها ولن ترضى ان ترحل منه وهو حقها الشرعي. هي وحدها من تعبت عليه. المهم ان تقوم فاطمة بسلامة ، لاسيما بعدما رأى الاطباء ضرورة اخضاعها لعملية جراحية لأنفها ، ومن بعدها لكل حادث حديث“.
محاولة قتل وإجهاض
في حين اكدت المحامية سوزان ديب التي تستلم القضية ان “فاطمة تعرضت لمحاولة قتل واجهاض عن سابق تصور وتصميم. إذ قام الزوج بتواطؤ مع زوجته الجديدة بالاتصال بفاطمة للمجيء الى المنزل وأخذ اغراضها منه، وما لبثت ان دخلت فاطمة الباب حتى انهالا عليها بالضرب قائلين “بدنا نقتلك”. ولأن زوجها عسكري فإن الملف يتحول الى الشرطة العسكرية ومن ثم القضاء العسكري بعد استلامه التقارير الطبية. في غضون ساعات سيتحول الملف الى الشرطة العسكرية وستتخذ كل الاجراءات، ورغم هروب الزوجين بعد هذا الاعتداء الشنيع إلا ان العدالة ستأخذ مجراها لا محالة“.
تشدد المحامية ديب على ثقتها بالقضاء وتعرف جيدا انه لن يبقى زوج فاطمة هارباً طيلة حياته. ما تعرضته له فاطمة مخطط مرسوم من قبل الزوج وزوجته الجديدة وسيُعاقبان بتهمة القتل والاجهاض. تتحفظ المحامية عن بعض الاقوال والحقائق للحفاظ على سرية الملف ، كان وصفها لفاطمة وهي ترقد في المستشفى اكبر دليل على ما تعرضت له من أذى إلا ان القضاء لن يرحمه فالحق لا يموت.