وقالت شيماء محمد مرسي في تدوينة مطولة لها عبر حسابها على “فيسبوك”: “تم عقد لقاء قبل مذبحة فض رابعة والنهضة بفترة وجيزة بين آشتون وقيادات حزبية من حزب الحرية والعدالة وعلى رأسهم “محمد علي بشر” للتفاوض حول إمكانية حل الأزمة، وقد سمعت منه شخصيا جزءاً مما دار في هذا اللقاء”.
شروط الإخوان لفض الاعتصام
وأضافت: “عرض الإخوان المسلمون أن يمتثلوا لفض الاعتصام شريطة عودة الدكتور مرسي الرئيس الشرعي لمزاولة مهام منصبه، وتعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 3 تموز/يوليو احتراماً لإرادة الناس واحتكاماً إلى الصندوق وخيار المسار الديموقراطي، على أن يقوم مرسي بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة كما كان معروضا في خارطة الطريق التي طرحها مبكرا في خطابه الشهير بتاريخ 2 تموز/يوليو مساء وتعهد كامل بعدم خوض أي انتخابات رئاسية أو برلمانية لمدة عشر سنوات متضمنة الانتخابات التي سيدعو لها الرئيس”.
رد المجلس العسكري
وأردفت: “جاء الرد من العسكر بالرفض القاطع وقالوا إن هذا مستحيل، لأن عودة الدكتور مرسي ولو ليوم واحد تعني محاكمتهم ولأن الإخوان لو خاضوا انتخابات بعد عشر سنوات سيحاكموهم على جريمة الانقلاب!!”.
وتابعت: “وذلك إقرارا منهم أن جرائم الانقلابات العسكرية لا تسقط بالتقادم، والأهم أنهم أقروا بتجاوزهم ورفضهم المسار الديموقراطي لأنه لا يلبي طموح الجنرالات في الاستيلاء على السلطة، وأن الاحتكام للشعب والصناديق سيُفشل مخططاتهم حتى على المدى البعيد”.
مشهد آخر من خلف الكواليس
وأوضحت شيماء أن “الرئيس مرسي عرض عليهم إجراء انتخابات مبكرة بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، وقالوا إنهم لن ينتظروا ثلاثة أشهر”.
وتابعت: “كما عرض فريق كبير من أنصار الشرعية على الدكتور مرسي الدخول إلى قصر الاتحادية لحمايته لكنه رفض رفضا قاطعا وقال: (لن أُغرق آلاف الأبرياء العُزل في بحور من الدماء باسم الدستور وحماية مقرات الدولة!!) في إشارة إلى العنف المتوقع كرد فعل للحرس الجمهوري تجاه مثل هذا الفعل طبقاً للدستور”.
زيارة آشتون
وقالت ابنة مرسي: “في زيارة آشتون الأولى للرئيس مرسي في محبسه قالت له إن أعداد المتظاهرين لا تتجاوز 50 ألفا على الأكثر”، فقال لها: لو كانوا كما تقولين لما جئت إليَّ، وأتبع ذلك أن له ثلاثة شروط معلومة للجميع”.
وتابعت: “بعد مذبحة الفض عندما طلبت مقابلته قال: (أضفت شرطا رابعاً لا تنازل عنه أبداً وهو تسليم كل من تسبب في هذه المقتلة العظيمة ولن أتنازل عن محاكمتهم بنفسي فهذا حق الناس على الدولة المصرية، القصاص العادل)، فلم تذهب إليه، وبقي هو مصرا على هذا الشرط إلى يومنا هذا، ولم يتنازل عنه رغم كل الضغوط”.
خارطة طريق يعرضها مرسي
واستعرضت شيماء خارطة طريق اقترحها الرئيس المنتخب فقالت: “عُقد لقاء بين الدكتور سليم العوا وقائد الانقلاب الخائن بتاريخ 2 تموز/يوليو وقال له: (الرئيس يعرض خارطة طريق أراها جيدة ومن الواجب دراستها والأخذ بها لنحمي البلاد من السقوط في مربع الفوضى والانهيار لعقود) فرد عليه عبد الفتاح السيسي قائلا: أنا بعمل انقلاب عسكري يا دكتور عارف يعني إيه انقلاب يا دكتور سليم، يعني مينفعش أسيب حد منهم على وش الأرض!!”.
وعقبت قائلة: “إذا فمذبحة الفض وما سبقها وتلاها من انتهاكات في حق الإنسانية من قتل واستباحة للدماء كان متعمداً باعتراف قائد الانقلاب ويتحمل مسؤوليتها كاملة هو وعصابته”.
المشهد الخامس
وتناولت نجلة مرسي في تدوينتها أحد قرارات الإخوان في تلك الفترة فقالت: “في يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر، كان هناك مسيرات يقدر عددها بعشرات الآلاف عازمة على دخول ميدان التحرير، ويذكر الجميع عندما فتحت قوات الجيش النار على المتظاهرين السلميين فبدأ حصد الأرواح بالعشرات، حينها اتخذ الإخوان قرارا بالانسحاب الفوري”.
وأضافت: “حين سُئل الدكتور بشر عن هذه الحادثة قال: (عندما جاءتنا أنباء عن تساقط شهداء بأعداد كبيرة بمعدل يزداد كل ثانية اتخذنا قراراً بالانسحاب اتقاء لمذبحة جديدة وكارثة أخرى، وقال: إلا الدم لا يمكن أن نُطالب الناس بالموت وهم عُزل فلا أحد يستطيع تحمل كُلفته أمام الله)”.
وفاة نجل المرشد
وفي آخر المشاهد التي استعرضتها شيماء مرسي قالت: “استشهاد عمار محمد بديع ابن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين برصاص مروحيات الجيش في تاريخ 16 آب/أغسطس، وابنة الدكتور البلتاجي أسماء في رابعة برصاص القناصة في تاريخ 14 آب/أغسطس وغيرهم الكثير من الأمثلة التي لا يمكن حصرها في هذا السياق، رداً على المُرجفين والمُتحاملين الذين يدعون زورا أن الإخوان فرطوا في الدماء مقابل الكرسي والمناصب، ولا حول ولا قوة إلا بالله” .