أن نصل إلى مرحلة في حياتنا تنعدم فيها الأخلاقيّات ويختفي منها الاحترام… فذلك عار على مجتمعنا! نحن الّذين نتمثّل بالقيم الرّفيعة، نحن الّذين ندّعي الثّقافة والعلم… فإذا بكلّ ذلك يزول حينما تطأ أقدامك مزار سيدة لبنان حريصا ليلاً، فترى مجموعتين من الزّوار…
الأولى تبحث جاهدةً عن مكان آمن لتصلّي فيها بعيدًا من هموم هذه الدّنيا، وعبء هذه الحياة> أمّا المجموعة الثّانية فهي شبيهة بمن يحاول تشتيت الذّهن، بمن يحاول أن يجعل من هذا المزار الدّينيّ مركزًا سياحيًّا وليس مزارًا دينيًّا. فإذا بهؤلاء يدخلون هذا المكان المقدّس، والّذي يفترض أن يلتزم فيه الجميع من دون أيّ استثناء بالصّمت والحشمة، يدخلونه بكلّ استهزاء واستهتار، يدخلونه ولا وجود في قلبهم لأيّ أمل بالصّلاة، فلا الحشمة تغطّي أجسادهم، ولا الصّمت يُخرس ألسنتهم!
إن أردتم أن تبرزن مفاتنكنّ، فهناك العديد من الأماكن تسمح لكم بذلك، والمؤلم أكثر هو وجود لوحات تدعو إلى الالتزام بالحشمة ولكن لا حياة لمن تنادي! والكلّ يعلم أنّه على مدخل المزار هناك مناديل كافية لتغطّي من نسي جزءًا من لباسه في المنزل! وإن أردتم أن تفجّروا مواهبكم في التّدخين فهناك العديد من المقاهي المحيطة بالمنطقة! فهل الاقلاع عن التّدخين لدقائق معدودة بأمر مستعصٍ في أرضٍ يكاد الإنسان ينسي نفسه فيها! بربّكم هل علينا أن نطالب بوضع عناصر أمن للحدّ من تلك المظاهر المهينة بحقّكم؟؟!
نداؤنا موجّه إلى الجميع… من دون أيّ استثناء! موجّه إلى المسيحيّين كما المسلمين! موجّه إلى اللبنانيّين كما السيّاح! بالله عليكم، أتركوا لنا مكانًا آمنًا نلجأ إليه في ساعات الشّدّة، أتركوا لنا مكانًا هادئًا ننام على سكون طبيعته، أتركوا لنا أرضًا مقدّسة ترتاح العين فيها، ولا تشوّهوا مزارًا اعتاد الجميع أن يداوي جراحه فيه، ويسلّم مشاكله لأمّنا مريم العذراء الّتي لولاها ولولا العناية الإلهيّة لما كانت هذه البلاد صامدة في وجه كلّ ما تعانيه من حوادث ومخاطر. إرحموا هذا المزار ومن فيه ومن يلجأ إليه!!!
أيّها الزّوار… مزار سيّدة لبنان هو مكان مقدّس وليس معلمًا سياحيًّا! فاقتضَى التّوضيح…