قال نشطاء وحقوقيون ان 11 مدنيا على الاقل قتلوا بنيران قوات الامن في مدينة حماة أمس وجرح عشرات آخرين في اليوم الثاني من انتشار وتطويق الجيش للمدينة.
حماة التي شهدت على مدى ال 36 ساعة الماضية مواجهات مريرة، اضطر خلالها بعض الاهالي لحماية مستشفى اقتحمه الأمن «والشبيحة». فيما دعت واشنطن دمشق لسحب الجيش من حماة.
وكان بين القتلى صبي في الثالثة عشرة وامرأة اغتيلت مساء امس ورميت جثتها في نهر العاصي!
وقام مئات الشبان بسد الطرق امام آليات الجيش بوسائل عدة، معلنين ان الاهالي متحدون للدفاع عن مدينتهم حتى الموت.
وافادت تقارير لنشطاء ان عدد المعتقلين في محافظة حماة وحدها قد فاق ال 250 من بين نحو خمسمائة اعتقلوا في سوريا خلال ثلاثة ايام.
اما تقرير منظمة العفو الدولية، فقد تحدث عن فظاعات في الاعتقالات وتعذيب الموقوفين في مناطق عديدة، من بينها غرس السجائر المحترقة في ظهر كل معتقل، وكذلك تحريض اهالي قرى محسوبة على آل الاسد للتنكيل بموقوفين يجري «استعراضهم» بوحشية في الشوارع.
يأتي ذلك عشية بدء اجتماعات الحوار في دمشق، التي اختير المشاركون فيها بعناية، ووسط مواقف متباينة من المعارضة حول المشاركة أو المقاطعة.
الى ذلك، دعت الولايات المتحدة مساء امس السلطات السورية الى سحب قواتها القمعية من حماة، فيما كررت روسيا القول ان الاسلحة الثقيلة التي تمد بها سوريا لا تتنافى مع اي قوانين، في حين شكا العديد من كبار الشخصيات الفرنسية من «الكيل بمكيالين» في التعاطي مع النظامين الليبي والسوري.
في هذه الأثناء، أعربت فرنسا أمس عن قلقها البالغ إزاء المعلومات التي تشير إلى محاصرة الجيش السوري لمدينة حماة، معتبرة أن النظام السوري يميل مرة أخرى إلى اختيار أسلوب استخدام القوة المسلحة ضد شعبه الذي لم يفعل شيئا سوى المطالبة بحقه في ممارسة حقوقه الأساسية.
واستنكرت فرنسا ـ في بيان صادر عن وزارة خارجيتها أمس ـ استمرار أعمال العنف والاعتقال التعسفي وعدم التزام السلطات السورية بعملية الإصلاح السياسي بصورة تكون لها مصداقيتها.
ودعت فرنسا مجددا المجتمع الدولي وأعضاء مجلس الأمن الدولي إلى إيصال صوتهم من أجل إدانة الممارسات غير المقبولة التي يقوم بها النظام السوري.
من جهتها, أنكرت سوريا الثلاثاء أنهم تقوم بعملية عسكرية في مدينة حماة، حتى بعد التقارير التي نشرتها جماعات حقوقية والتي تفيد بسقوط قتلى وتنفيذ عمليات اعتقال ومصادمات في ضواحي المدينة.
وقال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في تصريح لـCNN، إنه “لا يوجد أي هجوم عسكري في حماة”، مضيفاً أن لا صحة للتقارير التي تقول إن الجيش موجود في الضواحي.
لكنه أردف قائلاً: “ربما تكون بعض الوحدات العسكرية قد تحركت باتجاه إدلب، وفي هذه الحالة، عليها أن تمر بالقرب من حماة، لكن لا يوجد أي حملة عسكرية ضد مدينة حماة.”
هذا ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن القوات السورية تستهدف أصحاب الهواتف المحمولة التي تصور الأحداث التي اندلعت منذ مارس الماضي بكاميراتها.
وقالت إحدى ابرز منظمات حقوق الإنسان السورية أن المحتجين الذين يسجلون لقطات من الأحداث الدامية في بلادهم باستخدام هواتفهم المحمولة صاروا مستهدفين بشكل متعمد من قبل قوات الأمن السورية، “التحرك الحكومي السوري جاء عقب عرض لقطات فيديو تظهر رجلا وهو يتعرض لإطلاق النار من قبل جندي سوري في حمص الجمعة الماضية.”، ويتمثل السبب في محاولة من الحكومة السورية للسيطرة على الحرب الإعلامية في الصراع هناك.
وأشار رضوان زيادة (ابرز شخصيات المعارضة السياسية السورية في الخارج) أن قوات الأمن تحاول وقف تدفق الصور السلبية التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية، والتي تصلها من المواطنين السوريين، حيث يأمرهم الأمن السوري بالامتناع عن تصوير أي أحداث تقع في مناطقهم.
وتضيف الصحيفة أن التحرك الحكومي جاء عقب عرض لقطات فيديو تظهر رجلا وهو يتعرض لإطلاق النار من قبل جندي سوري في حمص الجمعة الماضية، هذه اللقطات عرضت على موقع “يوتيوب”، وظهر فيها أن المصور كان رجلا مدنيا يحاول تصوير الجندي من شرفة شقته.