شيّع الآلاف بعد ظهر الأحد 04-03-2011 ثماني ضحايا لقوا مصرعهم في مدينة دوما التابعة لمحافظة ريف دمشق وسط انقطاع جزئي في شبكة الهواتف النقالة بعدة مدن سورية.
وقدر عدد المشيعين الذين توافدوا من مختلف أنحاء دمشق وضواحيها بـ10 آلاف شخص، فيما لم يبد أي تواجد لرجال الأمن وسط تشييع الجنازة.
وجدد الآلاف مطالبهم بالحرية أثناء تشييع الضحايا الثمانية الذين لقوا مصرعهم في احتجاجات شهدتها مدينة دوما بعد صلاة الجمعة 01-04-2011 ضد النظام السوري.
وفي الأثناء شهدت بلدة سقبا القريبة من مدينة دوما مظاهرة قدّر عددها بالعشرات للمطالبة بالحرية والتضامن مع ضحايا المدينة.
أمّا الغرب وبدءا من واشنطن, التي اعتاد العرب على ئيسها باراك أوباما أن يقوم بثلاثة خطوات, أولها الدعوة لعدم العنف وتحمّل المسؤولية, وثانيها الدعوة للإصلاح الحقيقي, وآخرها تغيير النظام والوقوف الى جانب الشعب.
لا يفصح الرئيس الأمربكي باراك أوباما عما يريد رؤيته في سوريا نهاية المطاف، فواشنطن تعرف تماماً أن “التدخل الوقح في شؤون الآخرين” سيكون سبباً في رفض سياستها، وتعرف واشنطن أيضاً أن أفضل هدية تقدّمها للحكومة السورية، هي تأكيد الاتهامات بأن قوى “أجنبية وعميلة تحرّك الشارع للنيل من سوريا”.
صحيح أيضاً أن سوريا ليست مصر أو ليبيا، فبنية النظام السوري مختلفة أما فقدان الودّ بين أمريكا وسوريا فسبب آخر لقلق الطرفين، وتفتقد أمريكا للاتصال المباشر بالنظام السوري، فالجيش السوري لا يقيم علاقات لصيقة بالجيش الأمريكي، ولم يتدرّب الضباط السوريون في الولايات المتحدة، كما أن منظومة الأمن والاستخبارات السورية لا تتعاون مع الأمريكيين، وإن فعلت فمن باب الابتزاز، مثل أن يطلب الأمريكيون وقف مرور الانتحاريين عبر سوريا إلى العراق، فيفعل السوريون ذلك من باب “المصلحة السورية” إن توفّرت، أو من باب “لكل شيء ثمنه”.
من جهتها, دانت فرنسا مجددا “أعمال العنف التي أوقعت مؤخرا نحو عشرة قتلى وجرحى وخصوصا في دوما وعربين في سوريا”، مطالبة باجراء تحقيق شفاف حول أحداث الايام الاخيرة.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في لقاء مع الصحافيين “لقد عبرنا عما نريده للسفيرة السورية في فرنسا خلال لقاء امس (الاثنين) في وزارة الخارجية والشؤون الاوروبية”.
وعليه، أكد أن فرنسا تأسف لاستمرار الاعتقالات، داعية السلطات السورية الى “تطبيق برنامج إصلاحات يلبي طموحات الشعب دون تاخير”.