الدكتور فهد الفانك – بدأ عصر الفضائيات في العالم العربي عام 1991 عندما نجحت شبكة سي إن إن الأميركية في تقديم تغطية حيه للعدوان الأميركي على العراق ، وبدأ عصر جديد من البث الحي ، وكانت البداية ظهور ام بي سي التي تبث من لندن واعتبرت في حينه سي إن إن العالم العربي قبل أن تفرخ قنوات عديدة بعضها متخصص في تسميم المجتمع العربي بالمسلسلات التركية الهابطة أو توزيع الجوائز الوهمية.
بعد ذلك تكاثرت الفضائيات العربية كالفطر وبرزت محطات مثل الجزيرة والعربية والمنار والميادين كما انشأت كل دولة عربية محطة فضائية أو أكثر ، وظهرت المحطات الخاصة في لبنان ومصر وغيرهما. ولكل محطة أجندة سياسية صريحة أو ضمنية.
في المرحلة الأولى نجحت الجزيرة في استقطاب المشاهد العربي لجرأتها في تناول موضوعات حساسة ، وأصبح برنامج الاتجاه المعاكس يثير إعجاب المشاهدين ، ولكنه سرعان ما هبط وأصبح يثير السخرية.
في محاضرته في النادي الارثوذكسي نصح الدكتور معروف البخيت بعدم الالتفات إلى الإعلام العربي ، فالشبكات التلفزيونية أصبحت أبواقاً وأدوات لأجندات معروفة سلفاً وليست مصادر موثوقة للأخبار الصحيحة ، وعندما تتناول حدثاً معيناً تغطيه بالصورة التي تتمناها ، فالمحطات المعادية لسورية مثلاً تتحدث عن تقدم المنظمات الإرهابية التي تسميها المعارضة المسلحة ، وعن البراميل المتفجرة التي تقتل الاطفال. أما المحطات المؤيدة لسورية فتتحدث عن تقدم الجيش وتطهير منطقة بعد أخرى من الإرهابيين التكفيريين.
كل مشاهد عربي يعرف اتجاهات الجزيرة والعربية والمنار والميادين والمستقبل إلى آخره ولا يصدق ما تقوله لأنه يعبّر عن رغباتها لا عن الواقع لدرجة أن الراغبين في فهم ما يجري في اليمن مثلاً يلجأون إلى شبكة بي بي سي البريطانية.
ما ينطبق على الفضائيات العربية ينطبق أيضاً على الصحافة العربية التي يعرف القراء الجهات التي ترتبط بها وتعكس وجهات نظرها.
بعض المشاهدين المنحازين إنحيازاً أعمى إلى هذه الجهة أو تلك لا يريدون أن يعرفوا الحقائق ولذا لا يشاهدون سوى الشبكات التي تناسب انحيازهم ، مما يعمي أبصارهم عن الحقائق ويتركهم يعيشون في أجواء انتصارات موهومة ، كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال كي لا ترى الحقيقة.