اكس خبر – استفاق السعوديون والعالم العربي على وقع نبأ مؤسف هو رحيل الكاتب سعود الدوسري عن عالمنا وعالم الكتابة والاعلام عن عمر 46 عاما بسبب أزمة قلبية حادّة أنهكت جسده وأطفأته في باريس.
ولم يصدّق غالبية متابعيه وجمهوره النبأ الذي جاء فجر السبت فبحثوا واستقصوا ودخلوا صفحاته على الانترنت مرات عديدة للتأكد من صدقية الخبر, لاسيما وان عمره صغير نسبيا, الا ان من يعرف الدوسري كان يعلم ايضا ان مشاكل القلب لازمته طوال السنوات الثمانية الماضية حيث خضع في الرياض بالعام 2007 لعملية قيل انها تكللت بالنجاح.
من إذاعة الرياض، بدأ الدوسري (مواليد 1968) مشواره، متابعاً شأن السياسة ونشرات الأخبار. ثم استهواه التلفزيون، فانتقل إليه مُبقياً على قراءة الأخبار، حتى وجد أنّ الرغبة في ميدان آخر. راح يقرأ الأشعار بصوته العذب الآتي من الأعماق، إلى أن استقرّ على تقديم البرامج الفنية، منها “حنين” (“أوربت”) الذي حاور عبره فنانين برقي واتزان. هو صاحب الوجه الحَسن المُحبَّب، والابتسامة المتقلّبة بين الثقة ورقّة الخجل. أتى إلى مجموعة “أم بي سي” بفرح الانتقال إلى صُحبة الأساتذة، وكانت الطموحات كبيرة والاستعداد أكبر والحماسة لا تعرف الانضباط. أعان الدوسري وجهٌ كاريزماتيّ يُتقن النظرة إلى الآخر وجَذْبه نحو القلب. وجهٌ أضفت عليه الشَيْبة وقاراً وزادته الرصانة هيبة. لم يكن في “صباح الخير يا عرب” (“أم بي سي”) مقدِّماً يؤدي وظيفة، بل إعلامياً يحمل البرنامج إلى النجاح. الدوسري ممن وضعوا التميُّز في مرتبة النجاحات الكبرى، جاعلين الفرادة هَماً والألمعية قلقاً دائماً، فاستحقّ الجوائز. فريدٌ، مُتميّز، حالم، يترك من أنفاسه أينما حلّ، في “أم بي سي” أو “أوربت” أو “روتانا خليجية”، والتجارب الناجحة الأخرى.
من أسرة “اكس خبر” نتوجّه بأحرّ التعازي للعائلة المفجوعة ولنا نحن ايضا الذين كان لنا شرف لقاء هذا الصرح الاعلامي الذي نقول له: “وداعا من القلب سعود الدوسري”.