وائل قنديل – أبوظبي: تدور المعركة الانتخابية في لبنان على نار متوسّطة تشهد بعض الغليان احيانا بين فريق القوات اللبنانية وحـزبالله خصوصا, لكن العيون دائما تدور الى بيروت والبقاع وطرابلس حيث الأغلبية السنية وسط غياب تيار المستقبل الذي كان زعيمه سعد الحريري يفوز بأكبر عدد من المقاعدكل دورة !
ومع انسحاب الحريري من المشهد الانتخابي بفعل ضغوط سعودية عليه كما بات معلوما, يدعو يوميا الى مقاطعة الانتخابات, ما يثير حفيظة طائفته وكل لبناني بسبب قراره الغريب هذا, اضافة الى ان عددا ممن يجالسونه في خلواته في أبوظبي, ينقلون مؤخرا ان سعد الحريري يأكل أصابعه ندما على قراراته المتسرعة التي اتخذها ويتخذها, لكنّه سرعان ما يعود للكتمان بسبب خوفه من وصول “مشاعر التمرد” التي تتملكه الى السعودية وتحديدا فريق خصمه اللدود محمد بن سلمان..!!
ففي كل مرة يأخذ سعد قرارا, تأتي عواقبه وتتكشّف ما ورائياته بعد فترة قصيرة, فيصبح على ما فعل من النادمين ! والأمثلة كثيرة دون احراج او كلل, من قراراته السياسية الرعناء الى اختياراته لفريقه المحيط به, ووعوده لجمهوره ونكسه بها في اليوم الثاني, الى فيلم الخطف في السعودية واعلان استقالته, وضياعه وضعف شخصيته امام الحلفاء قبل الخصوم ليصبح أضعف بالشارع السني, ومحط سخرية عربي بعكس أباه الذي كان صاحب هيبة حينها.
المفتي وسعد
وبين قرار سعد الحريري بعدم الترشح للانتخابات النيابية والجلوس جانبا وعدم السماح لتيار المستقبل بالترشح, ودعوة أهل بيروت لعدم التصويت لأحد, جاءت الصفعة للحريري هذه المرة من دار الفتوى والمفتي دريان الذي دعا البيارتة الى الانتخاب وعدم الجلوس بالبيوت.
دعوة مفتي الجمهورية, تأتي مع كلمة للسفير السعودي وليد البخاري الذي دعا اللبنانيين للتصويت بكثافة وعدم الامتناع, الى جانب دعم فؤاد السنيورة (رئيس الوزراء السابق والأب الوهمب لسعد الحريري) للائحة هبطت من السماء بشكل مفاجئ, في حالة تمرد واضحة لقرار سعد الحريري لتياره الازرق عدم الترشح او دعم اي لائحة !
بهاء يغزو السوق
وفي جولة بيروتية سريعة, يجد أهل بيروت من الطائفة السنية أنفسهم أمام لوائح ومرشحين أهمها لائحة فؤاد المخزومي التي يُحكى عن امكان فوز شخص او اثنين منها, الى جانب لائحة خاصة بالأحباش المشاريع مؤلفة من شخصين ويتوقع فوز واحد فقط, ولائحة مدعومة من السنيورة والسعودية, ولائحة تغييرية فيها وجوه ثورية, وأخرى مدعومة من بهاء الحريري شقيق سعد الأكبر, والذي يُحكى عن اختراقه بيوت الكثيرين وعن قيامه بعملية واسعة لاستنهاض الشارع السني قبل الموعد الفاصل !!
ومن الآن وحتى تفجّر الصحوة في عقول ساسة لبنان, يكون سعد الحريري قد أكل أصابعه ندما على قراراته المتسرعة وربما خياراته الحياتية, ولربما يكون ابتعاده فرصة أخيرة سانحه له لإعادة هيكلة ما تبقّى من اسمه وارث والده !