إكس خبر- منذ بداية الأزمة في سورية وإعلان واشنطن رسمياً قيادة الحرب عليها، والسباق على المعارضة بين دمشق وواشنطن مفتوح، الذي تغيّر عنوان السباق في كلّ مرحلة، كان العنوان بداية بين الدعوة إلى الحوار والدعوة إلى إسقاط النظام ففازت واشنطن، ثم صار العنوان الحلّ السياسي أم العسكري ففازت واشنطن، ثم صار الحلّ التفاوضي أم الحرب الشاملة فبدأت تفوز سورية، وذهبت المعارضة مقطورة إلى جنيف وخرجت أساطيل واشنطن محمّلة بالسلاح الكيماوي.
– العنوان الخطر للسباق كان منذ البداية بين معادلتي واشنطن ودمشق في المعارضة حول المعادلة الأميركية، التي أطلقتها هيلاري كلينتون يوم كانت وزيرة للخارجية، وقالت، لا وجود لخطر الإرهاب في سورية، وما هو موجود لا يتعدّى ظواهر جانبية ناتجة من تطرف بعض الفصائل ومجيء بعض المتطوّعين، رداً على بطش النظام وجرائمه، وعندما يسقط النظام وتتسلّم المعارضة الحكم ستزول هذه الظواهر، وكانت المعادلة السورية، التي أعلنها الرئيس بشار الأسد، عندما ترفض المعارضة الحوار وتعديل الدستور والمشاركة في الانتخابات وتصرّ على حمل السلاح، وتقتل مواطنيها وتدمّر البنى التحتية لبلدها وتتعامل مع الأجنبي، فما تواجهه سورية ليس معارضة بل إرهاب، والذين يراهنون على معارضة مسلّحة يسلّحون ويموّلون الإرهاب، وسيكتشفون ولو متأخرين أنّ هذا الطريق سيعرّضهم لذات المخاطر التي يضعون سورية أمامها، وها هم يكتشفون ومتأخرين جداً.
– يقول مسؤول سوري: نشعر بالمرارة عندما نقول لقد انتصرت وجهة نظرنا، فالأمر ليس مدعاة للفرح، وقد كلف سورية تجذر الإرهاب قبل أن يصحو العالم متأخراً، تضحيات جسام، لكن لم يفت الأوان بعد، وهم ما زالوا يتباطأون ويضيّعون الوقت والفرص.
– اليوم تراهن واشنطن على معادلة جديدة ولو إعلامياً، عنوانها يمكن محاربة «داعش» من دون الإقرار بالحاجة للتحالف مع الدولة السورية والتسليم بصحة رؤيتها، عبر الحديث عن بناء معارضة تقاتل «داعش» والدولة معاً، وبالمقابل تنجح الدولة السورية بنقل الاهتراء الذي يصيب «داعش» لتعميمه على كلّ المجموعات المسلحة بقوة التأثير على المعنويات، ونقلها من الشمال إلى العاصمة ومحيطها، فالقصف لا ينتقل لكن مفاعيل الانهيار المعنوي تنتقل، والمعادلة كلما نظمت واشنطن مئة معارض خارج سورية ستكون سورية قد فرطت عقد ألف منها داخل سورية، لتصل السنة المقرّرة لبناء هذه المعارضة المسلحة وقد تبخرت حتى من معسكراتها، وها هي معارك عدرا وما سيليها عِبرة لمن يعتبر.
– في لبنان بين حزب الله والرئيس سعد الحريري منذ ثلاث سنوات سباق مشابه، حول وجود وعدم وجود الإرهاب في لبنان، ثم حول مدى خطره وجديته، وبعدها حول معادلة لولا ذهاب حزب الله إلى سورية لكانت «القاعدة» في بيروت، أم لولا قتال حزب الله في سورية لما كان لبنان مهدّداً من «القاعدة»، وجاء العالم كله يقاتل من مسافة آلاف الكيلومترات يقول إنّ انتصار الإرهاب في سورية خطر على أمن عواصم بلاد العالم، ووافق الحريري على كلام باراك أوباما وفرانسوا هولاند والملك عبدالله طبعاً، لكنه لا يزال يرفض الإقرار بصحة كلام السيد حسن نصرالله.
– اليوم سباق من نوع آخر عنوانه هل يمكن تفادي خطر «داعش» و«النصرة» بلا تنسيق لبناني ـ سوري، أم أن هذا التنسيق سيزيد من الخطر، وهل دخول الجيش إلى عرسال يقوّي موقع التفاوض لتحرير المخطوفين أم يزيد الخطر عليهم؟
– الخشية من ألا يسلّم أوباما بما تقوله دمشق يمكن تقبّله بين دولتين على رغم خطورة ضياع الزمن، لكن الخشية الأكبر أن يقبل الحريري ما يقوله العالم كله ويرفضه من شريك في الوطن وهذا سيعني ضياع الوطن.