حذرت صحيفة الغارديان من انزلاق ساحل العاج إلى حرب أهلية، في ظل تهديد الحكومة هناك بسحق المعارضة، واعتزام الغرب التدخل عسكريا. فالمعارضة من جانبها تعتبر أن البلاد تشهد بالفعل «حربا أهلية»، وتقول إن أكثر من مائتين قتلوا وجرح نحو ألف بالرصاص منذ الانتخابات – المتنازع على نتائجها- التي جرت في نوفمبر الماضي.
من جانبه، دعا شارل بلي غودي، زعيم حركة «الشباب الوطنيين» الموالية للرئيس لوران غباغبو، فريق المرشح المعترف بفوزه دوليا بالانتخابات الرئاسية الحسن وتارا إلى حزم أمتعته ومغادرة مقر إقامته في فندق غولف في أبيدجان.
وحث غودي الشباب في البلاد على الانتفاض وبسط السيطرة على مقر وتارا، محذرهم في الوقت نفسه بأن عليهم أن يجتازوا أكثر من 800 من قوات حفظ السلام الأممية ومئات «المتمردين» لسحق المعارضة.
وفي ظل احتدام الأزمة، تعهد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، بدعمه للعمل العسكري للإطاحة بغباغبو «الذي يرفض كل المطالبات الدولية بالتنحي عن السلطة».
ولدى سؤاله بشأن دعم بريطانيا للتدخل العسكري من قبل الكتلة الإقليمية الأفريقية (إكواس)، أيد هيغ ذلك «من حيث المبدأ»، وقال «لقد بعثنا ضابط ارتباط عسكريا إلى البلاد للعمل مع الفرنسيين»، مستبعدا نشر قوات بريطانية في القريب العاجل.
في السياق نفسه، حذر مارتين نسيركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، من تصريحات زعيم «الشباب الوطنيين». وقال إن أي هجوم على فندق غولف قد يشعل العنف على نطاق واسع، ويذكي حربا أهلية في البلاد. كما حذر نسيركي مؤيدي غباغبو من الإقدام على ما وصفها بأنها خطوة غير مسؤولة.
ومن جانبها قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن غباغبو ومسؤولين آخرين قد يتحملون مسؤولية جنائية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
ولفت محققون أمميون إلى أن مئات العاجيين معتقلون في الحجز الانفرادي وقد يتعرضون للتعذيب، وقالوا إن الأمم المتحدة منعت من الوصول إلى ما تعتقد أنها مقابر جماعية.