اكس خبر – عثرت قوات الأمن العراقية على دلائل موثّقة لوجود داعش في المدارس يعلّم الأطفال هذه الأشياء الصادمة التي سترونها, وذلك خلال اقتحامها أحياء الموصل على كم كبير من الكتب المدرسية التي طبعها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) ووزعها على مدارس المدينة، وفرضها منهاجاً رئيساً للتدريس على مدى نحو ثلاث سنوات، وتعلم منها عشرات آلاف التلاميذ والطلاب في المدارس الابتدائية والثانوية.
واحتوت الكتب التي نشر صورا منها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، على أفكار موغلة في التطرف حاول التنظيم من خلالها الترويج لأفكاره بين الطلاب. ولا تقتصر كتب التنظيم المدرسية على مادة واحدة فقط، بل تشمل مواد اللغة العربية والإنكليزية والفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات ومناهج التربية الإسلامية والتاريخ الحديث والمعاصر والجغرافية. وألغى “داعش” مواد الثقافة والفن، واستبدلها بمادة اللياقة البدنية الملزمة للطلاب.ويقول مسؤولون عراقيون في الموصل إن مناهج التنظيم كانت موحدة لجميع مناطق سيطرته في العراق وسوريا، وأشرف على إعدادها أشخاص ينتمون للتنظيم.
وأوضح المستشار التربوي العراقي، محمد كمال الدين، أن “كتب التنظيم المنهجية للمدارس ركزت على فكرة الخلافة الإسلامية وتكفير من يعارضها، ونفي تعدد الطوائف بالإسلام، وبيّنت أنه لا يوجد إلا طريق واحد والآخرون يعتبرون مرتدين”.
كتاب التاريخ مثلا يذكر روايات خلافية ويربطها بجانب ديني، ويرسم خارطة في مادة الجغرافيا تظهر الأندلس من ضمن الوطن العربي وكذلك أجزاء من تركيا، ومنطقة الأحواز على الجانب الثاني من الخليج العربي، إضافة إلى اعتماده التسميات القديمة للدول العربية مثل نجد والحجاز وبلاد الشام بدلا من فلسطين وسورية ولبنان والأردن. كما وضع دول خليجية أخرى تحت عبارة (جزيرة محمد عليه الصلاة والسلام”.
وأضاف كمال الدين أن “كتاب اللياقة البدنية، على سبيل المثال لوجود داعش في المدارس، للصف الأول الابتدائي، احتوى عبارة “باقية وتتمدد” شعارا يستخدم خلال ممارسة الطلبة للتمارين الرياضية، كما أن الرسوم التوضيحية لكتب اللياقة البدنية والتربية الجهادية تمثل أطفالاً يرتدون زيا شبيها بالزي الأفغاني الحالي إلى جانب احتوائها على صور أسلحة مختلفة”.
ولفت إلى أن “مادة الرياضيات تتضمن مسائل وحسابات رياضية ذات فكر متطرف ودموي، يمكنها أن تولد العنف لدى الأطفال، ومنها مثلا: إذا كان مصنع لإنتاج العبوات الناسفة في إحدى الولايات ينتج 100 عبوة ناسفة باليوم فكم عبوة ينتج بالساعة؟ أو سيارة مفخخة تزن 2 طن من مادة السي فور المعدل قادها استشهادي وفجرها بمحيط تجمع كبير للكفار على مساحة تقدر بنحو 100 متر، فكم هو العدد التقريبي للقتلى في حال كان المكان مغلقاً/غير مغلق”.
وأشار إلى تمرين آخر في مادة الرياضيات للصف الخامس الابتدائي، ويظهر صورة لثلاث طلقات نارية مع مسدسين اثنين، وعند الجمع تكون النتيجة الرقم 5. وسؤال آخر عن القنص من مخزن بي كي سي يحوي 42 طلقة، وكيفية توزيع الطلقات لإصابة “6 من الكفار والمرتدين”. وفي مادة الإبداع يُطلب من التلاميذ رسم عبوة ناسفة مع توضيح أجزائها.
وحوى كتاب التربية الإسلامية سيرة عدد من الصحابة بينهم الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، كتب أسفلها عبارة: هل تعلم أن خليفتنا أبا بكر البغدادي من سلالة النبي من جهة الحسن؟ هذا فيض من غيض لوجود داعش في المدارس !
وأعلن وزير التربية العراقي محمد إقبال نهاية العام الماضي، رداً على الصحافيين، أن الوزارة لن تعترف بأي شهادة دراسية من مناطق سيطرة “داعش”، وتعتبر الأعوام الماضية ملغاة وعلى الطلاب إعادتها.
وأوضح رئيس جامعة نينوى، أوبي الديوجي، أن “وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لن تعترف بأي سنة دراسية للطلبة لأننا فتحنا موقعين بديلين في كركوك ودهوك. ومن بقي في نينوى ودرس في جامعتنا على يد داعش فلن نعترف بشهادته”.
وأضاف أن “وزارة التعليم العالي تعمل على إعادة إعمار جامعة الموصل وعودة أساتذتها وطلبتها للدوام في الفترة المقبلة”.
أما نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، نور الدين قبلان، فقال إن “التعليم في ظل تنظيم داعش أعاد محافظة نينوى إلى العهود المظلمة. وثلاث سنوات ضاعت من عمر الطلاب لأن وزارة التربية والجامعات لن تعترف بأي شهادة طالب درس في فترة سيطرة التنظيم”.
وطبع تنظيم داعش في المدارس نسخاً إلكترونية للمناهج على أقراص مدمجة ووزعها على المدارس الابتدائية والثانوية ليتولى الطلاب طباعتها على نفقتهم الخاصة أو شراءها من المطابع التي باشرت تحويلها إلى كتب ورقية، بالإضافة إلى دفع الطالب مبلغاً مالياً شهرياً في حال رغبته في التعليم بواقع 12 ألف دينار للمرحلة الابتدائية، و15 ألف دينار للمرحلة المتوسطة، و25 ألفا للمرحلة الإعدادية.