أكدت الحكومة الفلسطينية “المقالة” الثلاثاء، انتهاء عملية محاصرة “مشتبهين” باختطاف وقتل “متضامن” إيطالي في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بقيام أحد المشتبهين بإلقاء قنبلة على اثنين من رفاقه، قبل أن ينتحر بإطلاق النار على نفسه، فيما نفى والده راوية شرطة حماس.
وقالت وزارة الداخلية والأمن الوطني، في حكومة حماس، إن الشرطة الفلسطينية تمكنت من التوصل إلى هوية المتهمين بقتل الناشط الإيطالي، فيتويرو أريغوني، وقامت بمحاصرة أحد المنازل التي كان يتحصن بها المشتبهون، في منطقة غرب المخيم الجديد بمعسكر “النصيرات”، وسط قطاع غزة.
وأضافت الوزارة، في بيان الثلاثاء، أنه أثناء محاصرة المنزل، طلبت الشرطة من المتهمين تسليم أنفسهم، إلا أن أحد المشتبهين، وهو أردني الجنسية يُدعى عبد الرحمن البريزات، قام بإلقاء قنبلة على رفيقيه مما أدى إلى إصابة أحدهما بجروح خطيرة، كما أسفر الانفجار عن إصابة ثلاثة من أفراد الأمن.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب أحد الأذرع الإعلامية لحركة حماس، أن المتهمين بقتل أريغوني هم: محمود السلفيتي، وبلال العمري، وفارس أبو غولة، إضافة إلى البريزات، المعروف أيضاً باسم محمد حسان، كانوا يختبئون في منزل يعود لعائلة أبو غولة بمعسكر النصيرات.
وبينما شددت وزارة الداخلية، في بيانها، على حرص القيادة الأمنية على القبض على المتهمين بقتل المتضامن الإيطالي أحياء، فقد أفادت تقارير باندلاع معركة بين المشتبهين وقوات الأمن، مما دفع الأجهزة الأمنية إلى إعلان المنطقة المحيطة بالمنزل “منطقة أمنية مغلقة.”
وذكرت مصادر في وزارة الداخلية أن قادة الأجهزة الأمنية أصدروا تعليمات بضرورة القبض على “المطلوبين” أحياء، للتحقيق معهم في خبايا جريمة القتل، ومن يقف وراء الجريمة، ودوافعها، وقامت الشرطة باستدعاء ذوي هؤلاء المطلوبين لإقناعهم بتسليم أنفسهم.
وأفاد المركز الإعلامي بأن “المشتبه بهم لم ينصاعوا لأوامر الأجهزة الأمنية بتسليم أنفسهم، بل أطلقوا النار باتجاه أفراد الشرطة الفلسطينية وأصابوا شرطياً، كما أطلق أحدهم النار تجاه والده، الذي حضر لإقناع ابنه بتسليم نفسه، غير أن الوالد لم يصب بأذى، وتراجع عن المكان.”
من جانب آخر، اتهم محمد بريزات، والد المشتبه به الأردني، حركة حماس بقتل نجله، وقال في تصريحات لـCNN بالعربية، إن حماس تتحمل مسؤولية مقتل ابنه، رافضاً الإشارة إلى شروعه بالانتحار، مشدداً على أن “عبد الرحمن كان يحفظ القرآن، وكان يحمل المصحف طوال الوقت معه.. هم من قتلوه، وهو لم ينتحر لأن ذلك مخالف للشريعة.”
وأشار بريزات إلى أن العائلة صدمت بوفاة ابنها من خلال وسائل الإعلام، في حين أنها لم تُبلغ رسمياً بما حصل له، بحسب قوله، كما حمَّل مسؤولية مقتل ابنه وانتهائه إلى هذه النهاية إلى كل من المخابرات الأردنية وحماس، رافضاً الإدلاء بمزيد من التصريحات، قائلاً: “الموضوع انتهى، ولن أتحدث أكثر.”
يُذكر أن أجهزة الأمن الفلسطينية في قطاع غزة، كانت قد عثرت على جثة الإيطالي أريغوني في منزل مهجور شمالي القطاع، في وقت مبكر من صباح الجمعة، بعد ساعات من اختطافه على أيدي مجموعة قالت إنها “سلفية”، وطالبت بإطلاق سراح عناصر ينتمون لها، قالت إنهم معتقلون في سجون حماس.
وكانت الخارجية الإيطالية في روما قد ذكرت الخميس، أن أريغوني اختطف في غزة، وأن شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب، يظهر المواطن الإيطالي وهو في الأسر.
ونقلت وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء أن جماعة سلفية في غزة، تطلق على نفسها اسم ‘الصحابي الهمام محمد بن مسلمة’، أعلنت مسؤوليتها عن اختطاف أريغوني، وطالبت الحكومة المقالة في القطاع بالإفراج عن زعيمها، هشام السعديني، المعروف باسم أبو الوليد المقدسي، مقابل الإفراج عن الرهينة الإيطالي.
وأشارت الوكالة إلى أن أريغوني وصل إلى قطاع غزة، للتضامن مع القضية الفلسطينية، بوصفه عضواً في حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني.