اكس خبر – ابن العام والنصف يرحل عن هذا العالم الظالم حرقا على يد المستوطنين في الصفة الغربية، اما والداه فيمكثان في المشفى بعد تعرضهم لحروق من الدرجة الثالثة، ولعل رحيلهما سيكون اهون على والدين مفجوعين حال الموت بينهما وبين رضيع اُحرق امام عيونهما من دون ان يستطيعا انقاذه. واي عذاب افجع من ذاك العذاب، واي مصيبة ستكون اقسى مما ألمّ بهما.
رحل الرضيع تاركا لوالديه الكثير من الذكريات، والكثير من الدموع، والكثير من الالم، ولكن ماذا ترك لفلسطين؟ هل يُشعل مقتل الرضيع انتفاضة فلسطينية جديدة؟ هل يهيئ لعدوان جديد على الفلسطنينيين شبيه بعدوان 2014 غداة احراق الطفل ابو خضير؟ هل يُمهّد لمرحلة جديدة من المواجهة والمقاومة للاحتلال وعربدته؟ هل سيكون نقطة تحول في ردع اعتداءات المستوطنين؟
جميع الاحتمالات واردة مع عدو عوّدنا دائما على المفاجآت، وعلى التعامل بالحديد والنار حتى على احتجاجات الفلسطينيين السلمية، وعلى الرد بمجازر كبيرة وتدمير احياء وشوراع وتخريب معالم قرى بأكملها ردا على صواريخ المقاومة الفلسطينية. من هنا يكون التوقع بصيف ساخن وارد تماما في ظل ما يجري من خلط اوراق في المنطقة، وتغييب القضية الفلسطينية عن الاعلام، كما ان التهدئة ايضا واردة في ظل تخوف العدو من تنامي قدرات المقاومة الفلسطينية وامتلاكها لاسلحة وصواريخ تطال مداها مناطق جديدة لم تدخل في المعارك سابقا.
ماذا سيجري في فلسطين غداة استشهاد الطفل الرضيع حرقا؟ هل تشتعل فلسطين كما اشتعل منزل الطفل الشهيد؟ هل تنتفض ضد عربدة المستوطنين؟ هل يكون ما بعد مقتل الطفل مختلف عما قبله؟ اسئلة تتعلق الاجابة عليها بما يجري في المنطقة كلها، لان اسرائيل لن تستطيع الاقدام على اي حرب تتيقن فيها معارضة واشنطن والغرب لها، كما ان الفصائل الفلسطينية سينسقون اي عمل مقاوم مع حلفائهم في المنطقة ومدى قابليته للصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ككل. فما هو خيار اميركا؟ وما هي خيارات حلفاء المقاومة؟ الارضية تقول ان الحرب مستبعدة في ظل التقارب الايراني الغربي، لكن رغم ذلك تبقى جميع الاحتمالات واردة.