اكس خبر – خُطف شاب سعودي يبلغ من العمر 32 عاما بعد كمين نصبه له مسلّحون على أطراف منطقة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا, مطالبين بفدية مالية قدرها 100 ألف دولار.
وكان المواطن السعودي خالد القرشي غادر المدينة المنورة متوجهاً إلى لبنان ليتسلم ابنته من زوجته السورية، والتي لم يرها منذ ولادتها قبل 8 سنوات، قبل أن يكتشف أنه وقع في الفخ.
وعن تفاصيل الكمين، ذكرت صحيفة “سبق” أنه قبل أسبوعين اتصلت والدة زوجته به وعرضت عليه استعدادهم للتنازل عن ابنته مقابل دفع مبلغ مالي، وعندما قام القرشي بالتوجُّه للبنان تم اختطافه من الشارع المقابل لسفارة المملكة في بيروت، ولا يزال يخضع لمساومة الخاطفين الذين طلبوا فدية قدرها 100 ألف دولار مقابل الإفراج عنه، ويبذل شقيق القرشي وزملاؤه في العمل والغيورون كل جهودهم لتوفير المبلغ وفكِّ أسر المختطف.
وما زاد الأمور تعقيداً ما قاله نائب مدير الأمن العام اللبناني العميد فؤاد خوري الذي أكد في اتصال هاتفي لصحيفة “اليوم” السعودية أنه لا يعلم شخصياً عن عملية الاختطاف وليس باستطاعته الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، وأن مدير الأمن العام من يملك الصلاحية وهو خارج البلاد منذ يومين.
اتهم شقيق المواطن المختطف عبدالمحسن القرشي سفارة المملكة في بيروت بعدم استطاعتها عمل شيء بعد أن اختطف شقيقه من سيارتها، وتحدث قائلاً: “خرج أخي من المدينة المنورة متجهاً إلى بيروت بعد أن قام بالتنسيق مع السفارة السعودية في بيروت لاستلام ابنته التي لم يرها منذ ولادتها قبل 8 سنوات عندما تزوج بأمها السورية ولم يستمر زواجهما أكثر من عام”.
ويضيف شقيق المختطف: “عندما وصل إلى بيروت علم من جدة ابنته أنها لن تسلمه ابنته إلا بعد دفع مبلغ 10 آلاف ريال ولم يكن يملك المبلغ حينها فتبرع له العاملون في السفارة بداية من السفير الذي قدم له 1500 ريال، إضافة إلى تبرعات عينية حصل عليها من موظفي السفارة حتى جمع كامل المبلغ، وعندها توجّه أخي بسيارة السفارة يرافقه موظف الإغاثة عبدالكريم الموسى وعمدة المنطقة وإمام المسجد إلى الموقع المتفق عليه لتسليم المبلغ واستلام ابنته، وعند وصولهم إلى الموقع (منطقة عرسال وهي منطقة حدودية مع سوريا مليئة بالمزارع) فوجئوا بمجموعة من المسلحين تخرج عليهم، ليتضح لهم أنهم وقعوا في كمين مخطط مسبقاً”.
ويكمل رواية القصة قائلاً: “وتحت تهديد السلاح أُرغم أخي على النزول من السيارة لينقل بعدها إلى مكان مجهول، وبعد أن علمنا ما حدث لأخي من المرافقين الذين كانوا معه في عملية التسليم والاستلام اتصلنا به عدة مرات على جواله وبالفعل رد علينا أحد أفراد العصابة، وبعد عدة محاولات سمحوا لنا بالحديث معه عبر مكبّر الصوت في الجوال، حيث كان منهاراً يبكي ويشتكي من التعذيب المستمر من قبل العصابة، مؤكداً أن الأسلحة مصوبة نحو رأسه أثناء المكالمة وأنه لا يسمح له بالإجابة عن أي سؤال إلا بعد موافقة أفراد العصابة، وأنهم يهددون بقطع أحد أصابع يديه، محذرين من أنه حال تكرار ذلك فسيتم رفع وتيرة التعذيب وستقطع يده كاملة”.
ومن جانبها أوضحت مصادر لصحيفة “اليوم” أن السفارة السعودية في بيروت تعمل حالياً على تحديد موقع الجناة والتنسيق مع السلطات اللبنانية للاطمئنان على الحالة الصحية للمواطن المختطف وتحريره منهم، وأن فريقاً من قسم شؤون الرعايا في السفارة – وعلى رأسهم السفير السعودي – ينسق مع السلطات الأمنية اللبنانية للبحث عن المواطن السعودي المختطف، وحفاظاً على القضية رفض المصدر إعطاء تفاصيل أكثر .
يذكر أن المختطَف ويُدعى خالد فاروق عفان القرشي يعمل في جهاز حكومي بالمدينة المنورة، ولديه خمس بنات من زوجته السعودية، وقد تزوج قبل نحو 9 سنوات من سورية أنجبت طفلة تبلغ حالياً ثماني سنوات.
ومن جهته أكد السفير السعودي لدى لبنان علي عوض عسيري في تصريحات لصحيفة “الوطن”، أمس، أن سفارة المملكة في بيروت تتابع باهتمام بالغ مع الحكومة اللبنانية والجهات الأمنية والمسؤولين واقعة اختطاف المواطن السعودي خالد القرشي من قبل أقارب مطلقته السورية، في مدينة تقع بين الحدود اللبنانية السورية. وأوضح أن السفارة أجرت أمس اتصالات مكثفة مع المسؤولين بوزارة الخارجية اللبنانية والجهات الأمنية في محاولة لاستعادة القرشي، وعودته سالماً الى أرض الوطن.
وأكد عسيري أن السفارة لم تدفع أي مبالغ مالية للخاطفين، ونفى أن يكون قد تم اختطافه من سيارة تابعة للسفارة برفقة أحد منسوبيها، مبيناً أن “المواطن القرشي ذهب بمحض إرادته للمدينة، ولم يستقل سيارة تابعة للسفارة”.