يرتكب كثيرون خطأً قد يكلّفهم حياتهم لكنّهم لا يعلمون. ما يحدث مع معظم الناس أنّهم يشغّلون المكيّف في سياراتهم فور الصعود إليها، الأمر الذي يعدّ خطرًا كبيرًا على الصحة بحسب دراسة أجراها باحثون من اللجنة الأوروبية التابعة لمعهد الصحة وحماية المستهلك، لأنّ نسبة من البنزين تكون قد ملأت أرجاء السيارة والتكييف السريع من دون تهوئة السيارة قد يؤدّي إلى مخاطر صحي.
من أين يأتي هذا البنزين وكيف نتعرض له؟
يوضح الباحثون أنّ عناصر من البنزين موجودة في لوح السيارة والمقاعد والمقود، وعند تراكمها يمكن أن تسبّب فقر الدم، تقلّل معدّل كريات الدم البيضاء، تؤثّر على العظام والرئة والكبد، وقد تؤدّي إلى الإصابة بالسرطان. كقاعدة عامّة، فإنّ المعدّل المقبول للبنزين في الأماكن المغلقة هو 50 ملغ. وهو موجود في مركبات منتجات عدّة مثل السجائر والمنظفات والشموع، وقد صنّفت مادّة البنزين على أنّها مسرطنة من قبل المركز الدولي للأبحاث السرطانية ‘CIRC’.
كيف تؤثّر السيارة على صحة الإنسان؟
بحسب الدراسة، فإنّ معدّل البنزين في السيارة يكون أعلى من المعدّل العادي عند تشغيلها، ما يؤدّي إلى مشاكل صحيّة واضطرابات جديّة. ويقول الباحثون إنّه عندما تضعون سيارتكم في الموقف والنوافذ مقفلة، فهذا الأمر يراكم ما بين 400 و800 ملغ من البنزين.
وإذا تركتم السيارة في مكان معرّض لأشعة شمس قويّة (أعلى من 16 درجة) يُمكن أن يرتفع معدّل الوقود ويبلغ 2000 إلى 4000 ملغ، وهو معدّل أكثر بـ40 مرة من المعدّل الطبيعي. لذلك عندما تعاودون الصعود إلى سياراتكم فإنّكم تستنشقون معدلات مرتفعة من البنزين من دون أن تعلموا. وإذا ما دخلت سمومه إلى الجسم فيصبح من الصعب التخلّص منه.
لذلك ينصح الباحثون بعدم تشغيل المكيّف فور الصعود إلى السيارة، والقيام بفتح النوافذ للتخلّص من رواسب البنزين والإنتظار لدقائق خارج السيارة حتى يدخلها الهواء النقي ثمّ تشغيلها.