لو تأملنا قليلا لوجدنا أن أغلب الأحاديث التي نجريها مع الآخرين حافلة بالأسرار، فنحن نسمع أسرارا صغيرة من الأصدقاء والأسرة وزملاء العمل، وأحيانا ما يزلّ لساننا عن غير قصد ونفشي احدها.
بعضها أخلاقي وأغلبها مضر ولكن الكثير منها معقد وقد يصبح عبئا. هي علاقاتنا وأحاديثنا مع الآخرين هكذا، مجموعة أسرار نتشاركها ونتبادلها. أحيانا نخسر البعض بسببها وأحيانا أخرى نشعر بأننا مكبلون بعبئها. لكن هناك بعض الحيل التي قد تساعد على حفظ السر أو إفشائه.
القانون الأول للأسرار هو «لا تقل». عندما تثق بك صديقة وتقول لك إنها اكتشفت خيانة زوجها أو فقدت عملها أو لديها مشاكل مالية، الزمي الصمت وكوني هادئة.
عندما تأتمنك صديقتك، ومهما كان إفشاء السر مغريا، لا تحنثي بقسمك بالصمت وكتمان السر. لإن إفشاءه سوف يفقدك الثقة ويؤذى علاقة الصداقة.
دعيهم يخبروا ما عندهم
لا تستطيعين دائما كتمان السر وأحيانا يجب ألا تفعلي ذلك عندما يضر السر بصحة أو أمان شخص، هذا الوقت الذي يجب أن تقولي فيه ما عندك.
فإذا علمت أن هناك مؤامرة ما تحاك لشخص أو خيانة قد تهدد استقرار حياته، يجب أن تقولي لصديقتك أنك لا تستطيعين كتمان السر وتشرحي لها السبب. لكن قبل أن تفجري القنبلة أعطها الفرصة أن تقول هي للآخرين ما عندها، وانصحيها أن تفعل ذلك ومدى خطورة كتمان السر.
المهم أن توضحي لها أنك تعطيها وقتا محددا من الزمن لتتصرف بنفسها. بهذه الطريقة تزيلين عنها الحرج، وتؤكدين لها بأنك لا تريدين أن تسحبي البساط من تحتها.
اسألي قبل أن تكشفي السر
إذا كان ما أنت مؤتمنة عليه شيء تظنين أن شخصا ما يجب أن يعرفه، كأن تعرفي أن زوج صديقتك الحميمة له علاقة مع غيرها، لا تندفعي وتخبريها فورا، فبعض الناس لا يريدون أن يعرفوا الحقيقة لو كانت مؤلمة ومرة.
أول ما يجب أن تفعليه هو سؤالها عما إذا كانت تهتم أن تعرف معلومات عن زوجها إذا شكت به. إذا قالت لا الزمي الصمت. إذا أجابت بنعم قولي لها ما عندك.
قولي السر كملاحظة
عندما تحاولين مشاركة سر مزعج وحساس، حاولي أن تجعليه يبدو كملاحظة شخصية لا كتهجم على الشخص. افعلي ذلك باستخدام كلمة أنا في بداية الحديث.
على سبيل المثال يمكنك أن تقولي في موقف ما «أنا شاهدت ابنتك تتجول في المجمع التجاري في وقت الدوام المدرسي وأنا قلقة عليها».
الخصوصية مقابل السرية
ما يفعله الآخرون بحياتهم ليس من شأنك، لكن ما شعرته تجاه موقف ما يتعلق بهم هو الذي يعنيك ويمكن أن تتحدثي عنه. مثلا لو شاهدت صديقة تتعاطى المخدرات فإن ما رأيته ليس قصة تحكينها للآخرين، ما تستطيعين الحديث عنه هو تجربتك.
على سبيل المثال قد تقولين: كنت مندهشة جدا عندما شاهدت صديقتي تتعاطى المخدرات ودار بيننا جدل كبير، لكنني حزينة جدا. هذه تجربتك أنت وليس مجرد فضيحة أو إشاعة عن مشكلة شخص آخر.
فكري بالعواقب
لو كان كتمانك السر قد يؤدي الى اتخاذ أحدهم قرارات خاطئة، فربما هذا هو الوقت لتقولي ما عندك. على سبيل المثال لو تقدم لصديقتك شخص للزواج أنت تعرفينه وتربطك به أو بأهله علاقة صداقة، وكنت تعلمين سرا قد يجعل صديقتك تتخذ قرارا خاطئا بالارتباط به، فيجب ألا تحتفظي به لنفسك لإنه سيجعلها تتخذ قرارا خاطئا وربما تخسرين صداقتها يوما ما إذا عرفت انك أخفيت عنها هذا السر.
والطرف الصديق الآخر لا بد أن يتفهم أن ما يترتب عليه مشاكل وقرارات خاطئة ليس سرا بإمكانك الاحتفاظ به لنفسك. الأفضل طبعا أن تسألي صديقتك عما إذا كانت تريد أن تعرف ما تعرفينه عنه قبل أن تتطوعي بكشف أسرارك ومعلوماتك.
سدي أذنيك
أحيانا ما يكون الأفضل ببساطة ألا تعرفي شيئا وألا تسمعي سرا يصبح حفظه عبئا عليك. فإذا قال لك أحد يوما أنه سيقول لك سرا عن موضوع ما أو شيء فعله، بإمكانك أن تجيبي مباشرة أنك لا تفضلين سماعه لأنك لا تستطيعين وعده بكتمان السر.
كيف تقولينه ولمن؟
– قوليه فقط لشخص تثقين تماما بأنه يحفظ السر وإلا لن يكون سرا. أهم شيء أن يكون مصدر ثقة حقيقية.
– دعي الشخص يفهم بوضوح أنك لا تريدين أن يعرف أحد آخر ذلك، وبيّ.ني خطورة السر وأهميته.
– أكدي له أنك أخبرته به لإنك متأكدة وواثقة بأنه محل ثقة ولن يخبر أحدا.
– قبل أن تبدئي بالحديث، اسألي الشخص عما إذا كان يعتمد عليه في كتمان السر حقا. فقط إذا أجاب بنعم يمكنك مشاركته سرك، لكن ظلي حذرة دوما في كم المعلومات التي تعطينها له.
– قبل أن تثقي بشخص تأملي في كيفية حفظه لأسرار الآخرين. إن كان يثرثر بشأنها فمؤكد أنه لن يحفظ سرك.
– في النهاية لو كنت خائفة أو قلقة من أن يعرف أحد السر فببساطة لا تخبري به أحدا تعرفينه. بإمكانك الحديث عنه لو كان ذلك يريحك نفسيا مع مركز استماع نفسي أو نشره في جريدة ما باسم مستعار.