إكس خبر- من المثير للاستغراب والاستهجان أن معظم دول الخليج العربي الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي كانت سبّاقة إلى إيواء فلول “الإخوان المسلمين” الفارين من بطش النظم في الدول العربية الأخرى، فعندما تعرضوا للقمع والمحاربة والإعدامات نتيجة لممارساتهم العدائية تجاهها لجأوا إلى دول الخليج العربي، ومنهم يوسف القرضاوي الذي لجأ إلى السودان أولاً لكي يعمل جرسوناً في كافتيريا “خيرات” في سوق أم درمان، حيث ضاق به العيش بعد ذلك فلجأ إلى قطر التي أصبح فيها مليونيراً في سنوات قليلة يملك ما يملك من ثروات وأموال وعقارات وأطيان، فكيف تمكن من ذلك؟ سؤال إجابته واضحة، وهي أنه أصبح بوقاً أجوف طناناً يتم تسخيره لكي يتطاول على أشقاء قطر وجيرانها وشركائها في مجلس التعاون الخليجي!
المهم أن “الإخوان” في الإمارات بدؤوا بداية متواضعة، وبقوا هادئين في شكل خلايا نائمة ولم يثيروا المشاكل مع السلطات الشرعية وظلوا يعملون من خلال الوسائل المتاحة أمامهم والتي لا تلفت انتباه السلطات الرسمية أو تستفزها.
وربما أن تلك المرحلة كانت تكتيكاً إخوانياً يدار من الخارج، حيث عملوا بهدوء للسيطرة على النظام التعليمي بتواجد خلايا “الإخوان” المكثف في المدارس والمؤسسات التعليمية العليا. ومن خلال السيطرة على التعليم عملوا على نشر فكرهم الهدام ودعوتهم المغرضة في أوساط الناشئة الإماراتية، خاصة الإناث، وسيطروا على جميع المدارس الحكومية تقريباً منذ عام 1978.
لقد استمر “الإخوان” في الإمارات في تلك السيطرة لمدة لا بأس بها، امتدت منذ منتصف عقد سبعينيات القرن العشرين إلى منتصف تسعينياته حتى شعرت السلطات المختصة بوجود خطر داهم من تلك السيطرة المشبوهة، وأدركت وجود عملية مبرمجة ومدروسة ودؤوبة هدفها خلخلة هذا المجتمع المسالم الهادئ الذي ينعم أبناؤه برغد العيش ونعمة الأمن والأمان وتقبل الآخر أياً كان جنسه أو لونه أو دينه على مدى قرون طويلة. من خلال تلك العملية المبرمجة كانت خلايا “الإخوان” تقوم ببث الفكر المتطرف في أوساط طلبة المدارس وجامعة الإمارات.
ففي المدارس عملوا على استقطاب نوعية معينة من المعلمين والمعلمات الذين ينتمون إلى فكر الجماعة وكوادرها في الدول العربية الأخرى، ومن ثم استقطابهم من أبناء الإمارات في الداخل، وتعين نظار المدارس ووكلائها وطواقمها الإدارية من بين صفوفهم، فكانت عملية السيطرة على التعليم متكاملة ومتناسقة ومرسومة وفقاً لخطة “إخوانية” محكمة في إطار ما يعرف في أوساطهم بالتمكين.
في بداية الأمر لم تشك السلطات المختصة ومجتمع الإمارات كاملاً في أن “الإخوان” كانت لديهم أهداف بعيدة المدى تهدف في نهاية المطاف إلى قلب نظام الحكم وإقامة الدولة “الإخوانية”، لكن الله يمهل ولا يهمل.
فباكتشاف الخلايا “الإخوانية”، وهي تعمل في السر وإلقاء القبض على قادتها وأعضائها من ذكور وإناث ومحاكمتهم محاكمات عادلة، اتضح بأن حضور / وجود “الإخوان” في أي قطر عربي أو إسلامي ليس مسالماً إنما هدفه الإضرار بأمن المجتمع واستقراره وعاكس لخطورة هذه الجماعة وعدم استقامة فكرها، وبأن وجودهم لا يهدد دولة واحدة، وبأن سعي هذه الجماعة للوصول إلى السلطة أمر منهجي ذو عمق أيديولوجي هدام بعيد عن مقولات الإصلاح التي يطلقونها. ألا خاب ظنكم أيها “الإخوان”، فالإمارات يحرسها أبناؤها الطيبون المخلصون لوطنهم وقيادتهم الرشيدة، “والبيت فيها متوحد” بإذن الله شئتم أم أبيتم.