إكس خبر- انتهت مفاعيل خطابات «البيال» و«مجمع الشهداء» في وقتها الصحيح والمخصص لها بدون اي تمديد او اي دقيقة اضافية.. وبسرعة قياسية تمت لملمة شظايا ما قيل على المنابر لينتقل الجميع الى المحابر كما قال رئيس المجلس، وعاد ممثلو حزب الله والمستقبل الى طاولة الحوار وكأن ما حدث لم يحدث وما قيل لم يقل، الوضع ذاته ينطبق على ما يحصل بين معراب والرابية وفي المحصلة فان الخطابين انتهيا الى نتيجة «غير مؤثرة» في الحوارات التي انطلقت قبل نحو شهرين او بتأثير محدود جداً، لا بل فإن الخطابين حققا مرادهما شعبوياً تقول مصادر متابعة، واثبتا ان كل فريق باق على ثوابته وخياراته ولكنهما مضطران او ملزمان بالتفاهم في حدوده القصوى درءاً للخطر المتربص بلبنان بعدما ثبت ان لكل فريق في الداخل مصلحته الخاصة في ابعاد شبح الارهاب، فحزب الله الذي يخوض معركته في سوريا منذ سنتين من اجل عدم انتقالها سريعاً الى لبنان او عوضاً عنها في لبنان، ومن جهة المستقبل فان القيادة السياسية للمستقبل باتت على قناعة بأن ارهاب «داعش» لن يستثني الساحة السنية تماماً كما حصل في الدول المجاورة التي تفرض فيها الشريعة واحكامها على كل المسلمين وبعد ان كادت تنفجر البيئة السنية في تجربة عرسال وطرابلس.
انتهت مفاعيل الخطابين بمعادلة «لا غالب ولا مغلوب»، تؤكد المصادر، بتغليب على الارجح هو لمصلحة الوطن. عرض كل من الفريقين او استعرض قواه وعضلاته في وجه الآخر الشريك على طاولة الحوار، وكان هم سعد الحريري ان يؤكد ان ثورة 14 آذار باقية وان الخلافات مع من يتحاور معهم باقية ايضاً ولكنها محيدة من اجل المصلحة الوطنية وان 14 آذار لا تزال متماسكة رغم الجلوس على طاولة حزب الله، وان التطرف السني لا مكان له في قاموس المستقبل، وبالتالي، فان المرحلة المقبلة مخصصة لمواجهة الخطر التكفيري ولا مكان للأسير او لشادي المولوي ولأي ارهابي في البيئة المستقبلية ولا حماية او غطاء لهؤلاء بعد عملية سجن رومية. وحزب الله من جهته اكد عبر خطاب امينه العام انه متفهم للخطاب الآخر وقادر على استيعاب حاجة هذا الفريق لاعادة شحن طاقته التي اصابها الوهن والضمور، ولا ضرر في ذلك طالما ان المشروع المستقبلي بات على المقلب نفسه الذي يسعى الى تحصين الساحة الداخلية لمواجهة الارهاب بعدما اعلنها سعد الحريري حرباً على الارهاب تاركاً امر العمليات والقيادة الميدانية لحزب الله، وامر العمليات هذا يريح في الصميم زعيم المستقبل الذي لا يجاهر به كما يطمئن حزب الله بان الخاصرة السنية ليست رخوة او معرضة لاختراقات.
وفي المحصلة تضيف المصادر، فان ما قاله نصرالله او الحريري لم يرفع المتاريس مجدداً بينهما بدليل العودة الى الطاولة وانتهاء مفاعيل ما قيل بهدوء وفي وقته الذي قيل فيه بعدما التهبت المشاعر وتحمس الجمهوران المتناقضان، وبات الطرفان على يقين ان كل منهما بحاجة الى الآخر في المعركة ضد الارهاب وان الخلافات السياسية المؤجلة الى زمن طويل على الاقل حتى انتهاء السيناريوهات المكتوبة للمنطقة وعليه فان المرحلة ستتسم بالتوافق واكمال ما تم مباشرته من خطوات واستثناء الملفات الخلافية التي لن توضع على الطاولة على اقله في المرحلة القليلة القادمة كالملف السوري او المحكمة الدولية والصراع مع اسرائيل وما يحصل بين حزب الله والدول العربية، وسيكون على الحوار الذي استطاع ان ينجز خطوات كثيرة على غرار عملية سجن رومية والخطة الامنية للبقاع وإزالة الشعارات الحزبية من المناطق ان يحقق انجازات اخرى في اطار مكافحة الارهاب وازالة الشحن والتشنج من النفوس وتوفير السبل اللازمة والاطر الكفيلة بمساعدة الجيش في معركته على الارهاب. وبالتالي سيكون على المتحاورين بعدما تكشفت الاوراق بينهما اضافة المزيد على رصيد ما تم انجازه وتحقيقه حتى الآن، ولا تخفي الاوساط ان كل من الطرفين اعتمدا سياسة النأي بالنفس عن التمديد للقادة الامنيين او وقف تسريح رئيس المجلس الاعلى للدفاع ومن بعده مدير المخابرات لعدم توتير الأجواء والانصراف الى امور اكثر عملية وانتاجية.
وعليه تضيف الاوساط فان حوار المستقبل وحزب الله رغم كل تناقضاته سيبقى قائماً ومستمراً لأنه محكوم بسقف التطورات الإقليمية وما يحدث في المنطقة وتحسباً لخطر «داعش» المرابض على السلسة الشرقية.
الكاتب: ابتسام شديد