اكس خبر – أسف كل من تابع حلقة الفنان الكبير ابو سليم في برنامج بلا تشفير لطريقة تحوّلها الى مجرد ” طلب شقة ” ليسكن فيها الممثل اللبناني القدير صلاح تيزاني الذي رافق اللبنانيين منذ ستينات القرن الماضي.
ومنذ بداية الحلقة ودقائقها الاولى بدأت شكاوى الفنان العملاق من الحالة المادية التعيسة التي يعيشها دون ان يترك دقيقة تفوته دون ان يطلب فيها شقة يتملكها الى جانب المال وحقّ الضمان الاجتماعي ومصروف شهري لا يقل عن 500 دولار.
الحلقة التي كان عنوانها بحسب الفنان صلاح تيزاني صاحب شخصية ابو سليم الشهيرة كانت لكشف ما في قلبه بحسب ما قال وليست للتعبير عن لونه المفضّل او الحديث عن اولاده كسائر المقابلات الأخرى, لكن المقدّم والصديق تمام بليق نسي ان يجعل من الحلقة لائقة بحجم الرجل الذي يستضيفه فرغم عوزه وشدة حاجته للسيولة والمنزل الا انه لا يصحّ اطلاقا ان يكون هكذا فنان في هكذا وضع طوال ساعة وربع لا يتحدث فيها سوى عن المال والشقة والشقة والمال.
ورغم أحقية الفنان تيزاني في كل ما قال وهو الذي أثّر بقلوب المشاهدين وأدمع عيونهم بسبب عمره الكبير الذي تجاوز الستة وثمانين عاما, الا انه كشف فيها انه كان مذنبا بحق نفسه ولم يكن ليكون هنا لو حوّل أمواله بالليرة اللبنانية الى الدولار قبل ان تنخفض قيمتها ويخسرها “حبا بالليرة والبلد” على حد قوله مع العلم ان نصف اللبنانيين خسروا الملايين الملايين وأفلسوا ولا يزالون حتى يومنا هذا يعانون اكثر منه بسبب هذه الحقبة التي لا تُنسى.
ابو سليم وغيره من عمالقة الزمن القديم لا يجب ان يُنسوا وحقّهم على دولتهم التي عاتبها تمام بليق مرارا وذرف دموعا لم يستخدمها للدعاية كعادته, وتكريمهم ليس بالنياشين والاوسمة والتذكارات بل بالماديات مظرا للظروف الصعبة وغلاء المعيشة التي وصل اليها لبنان عموما لهو واجب اخلاقي وعلى نقابة الفنانين ان تتدخل وترفع الصوت عاليا كي لا يكون أمثال صلاح تيزاني من كبار القوم يطلبون بيدهم التي ترتجف بفعل المرض منزلا هنا او 200 دولار للمقابلة من هناك.