خاص (اكس خبر): لم يحمل عيد العمال هذا العام أي جديد بالنسبة للعاملة لُبنى، التي لم يتجاوز راتبها اليوم، وبعد مضي 5 سنوات على العمل في المؤسسة، الـ400 ألف ليرة لبنانية (أي 265 دولار).
تعمل لبنى في إحدى المطابع في الضاحية الجنوبية لبيروت بدوام يمتد من الساعة التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء رغم المعاش الزهيد. فقد أطل العيد هذا العام على لبنى كسابقاته، فهو لم يعنِ لها يوما شيئا.
تسأل لبنى “أين حقوق العمال في لبنان؟ إن الكثيرين يضطرون للعمل مقابل رواتب أقل بكثير من الحد الأدنى، ولا يستطيعون رفع الشكوى تحت طائلة الفصل من العمل؟”. وتقول أنه بعد خمس سنوات إزداد راتبها فقط 50 ألفا حيث بدأت بـ350 ألف، ولم يُدخلها رب العمل الى الضمان، ولا تستطيع مطالبته بذلك حتى لا يتم طردها فتخسر فرصة قد لا تجد بديلا عنها. دفعت قساوة الحياة لبنى الى تقاسم مسؤولية آجار المنزل وتأمين المصروف مع أختها، وتعذّر عليها إيجاد عمل يليق بها كامرأة ناضجة ومريضة في الوقت نفسه، فوجدت نفسها مُجبرة على تحمّل إهانات رب العمل، وتسلطه، وظلمه لها “إلى أن يأذن الله أمرا كان مفعولا” كما تقول. وتقتصر حسنة عيد العمال اليوم على لبنى، بأنه أتاح لها بان ترتاح يوما آخر خلال الأسبوع.
حالة لبنى هي حالة آلاف العمال الذين يئنون تحت رزح أعباء الحياة، مسلوبون من أدنى حقوقهم العمالية والإنسانية، يتطلعون إلى دولة قد تُنصفهم يوما والى قانون قد يستطيع حمايتهم من تعسف أرباب العمل. أما العمال الذين استطاعوا الحصول على الحد الادنى للاجور، فليس حالهم بأفضل إذ أن هذا الحد لا يتجاوز الـ450 دولار، مبلغ لا يكفي حتى لسداد آجار منزل، فكيف بتأمين أقساط مدارس ولقمة العيش المرّة. فلقد اضطر آلاف العمال في لبنان الى العمل بوظيفتين في اليوم الواحد، أو الى عمل المرأة والرجل على حد سواء، من أجل أن يدفعوا عنهم ذل الطلب والحاجة.