خاص خبر -لم تعلم شركة بوينغ الأمريكية أن حادثة تحطم طائرتها الأخيرة في أديس أبابا سيقلب الطاولة على رأسها ورأس مهندسيها ويكشف استخفافهم بأرواح الناس عن قصد أو دون قصد لا يهم.
فقد أودت الحادثة بحياة 155 شخصا بعدما طارت لمدة 6 دقائق في الجو, ثم تعطلت وسقطت كالورق.
وهذا الحادث الثاني الذي تتعرض له طائرة من الطراز نفسه خلال أربعة أشهر، وأن الحادثين كليهما وقعا بعد دقائق قليلة على الإقلاع.
وفي الجديد العاجل, فقد تم إعلان وتعميم حظر طائرات بوينغ في جميع أنحاء العالم وإفراغ 3 طائرات من المسافرين اليوم الخميس كانوا على متن طائرات من نوع بوينغ ماكس 8 المتهلهلة.
وحمل تحطّم الطائرة، التي تُعدّ من أحدث طائرات الركّاب في العالم وأكثرها تطوّراً، عدداً كبيراً من الدول وشركات الطيران على تعليق استخدام هذا النوع من الطائرات للرحلات المتوسطة، على الرغم من أن الشركة أكدت «عدم وجود أي سبب يحملها على توجيه تعليمات جديدة إلى الشركات».
ورغم تهافت أمريكا الى الإعلان بأن هذه الطائرات آمنة, إلا أن أكاذيبها انكشفت مع قيام كبير المهندسين في بوينغ بجمع فريق متخصص وفحص بعض الطائرات والرجوع بالتسلسل الزمني, حيث كشف وجود ثغرة في اللوحة الأم سقطت بسببها هذا النوع من طائرات شركته.
أعلنت إثيوبيا وسنغافورة والصين وإندونيسيا وكوريا الجنوبية ومنغوليا وأوستراليا والبرازيل والأرجنتين والمكسيك والمغرب، في أوقات سابقة، تعليق استخدام هذا الطراز من الطائرات، لتليها أمس، سلطنة عُمان وفرنسا وألمانيا والنمسا وإيرلندا وبريطانيا وأيسلندا وتركيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا.
ماذا قالت شركة بوينغ عن الموضوع ؟
في المقابل، قررت واشنطن السماح لتلك الطائرات بالاستمرار في الطيران، لكنها أعلنت أنها ستجبر «بوينغ» على الشروع بتعديلات في نموذجَي «737 ماكس 8» و«737 ماكس 9». وطلبت إدارة الطيران الفيديرالية، أحد المنظمين الرئيسين للنقل الجوي، من المصنع الأميركي القيام بالتعديلات قبل نهاية نيسان/ أبريل المقبل، في بعض البرمجيات، وفي برنامج التحكم المسمّى «نظام تعزيز خصائص المناورة» (أم سي ايه أس) المصمّم من أجل تفادي سقوط الطائرة. وعلى «بوينغ» أيضاً تحديث الكتيّب المخصّص لتدريب قادة الطائرات.
من جهتها، أعلنت «بوينغ» أنها ستزود كل طائرات الركاب من طراز «بوينغ 737 ماكس» ببرامج جديدة في الأسابيع القريبة المقبلة. وأكدت الشركة أن لديها «ثقة تامة» في سلامة أسطول طائراتها من هذا الطراز.
قالت: «ندرك أن الهيئات التنظيمية والزبائن اتخذوا قرارات اعتقاداً منهم بأنها الأكثر ملاءمة لأسواقهم الداخلية»، مضيفة أن إدارة الطيران الاتحادي الأميركية «لم تتخذ أي إجراء إضافي في هذا التوقيت، وأنه بناءً على المعلومات المتاحة حالياً فليس لدينا ما يدعو إلى إصدار توجيهات جديدة لشركات الطيران».