لم يكن يدر بخلد شاب يبلغ من العمر 17 عاما ويدرس بالمرحلة الثانوية ان أول جرعة مخدرة أقدم على تعاطيها سوف تتسبب في سقوطه من الطابق الثالث على الأرض ليعيش بعدها لحظات حرجة في العناية المركزة وهو في غيبوبة تامة بأحد مستشفيات جدة لمدة أسبوعين أفاق بعدها ليروي تفاصيل الحادث لوالده وهو يجهش بالبكاء طالبا من والده ووالدته السماح ،مقسما لهما أنها التجربة الاولى والاخيرة بالمخدرات .
والده قال أنه تفاجأ بالمستشفى يتصل بنا مساء يوم الأربعاء الذي أغرقت أمطاره مدينة جدة ليخبرنا أن ابني منوّم بالعناية المركزة وعندما وصلت أنا ووالدته للمستشفى بعد مشقة شديدة بسبب مياه الأمطار التي غيبت الكثير من الشوارع، قمنا بسؤال استعلامات المستشفى عن ابننا وما نوع الحادث الذي تعرض له فأخبرونا أنه سقط من الطابق الثالث من منزل أحد أصحابه.
في البداية توقعنا أن الحادثة جنائية حيث قامت الشرطة باحتجاز الشابين اللذين كانا برفقة ابني قبل سقوطه وبقينا في حيرة ونحن نبحث عن الأسباب التي دفعت بابني للسقوط من هذه المسافة العالية وتسببت في دخوله العناية المركزة وهو يعاني من تشوه شديد في الوجه نظرا لتعرض وجهه لعدة كسور حتى أننا لم نصدق عندما رأيناه بأنه ابننا. وبعد مرور أسبوعين أفاق من غيبوبته وعندما سألته من الذي تسبب في سقوطك ؟
انتابته نوبة بكاء شديدة وهو يحتضن يدي ويقول سامحني يا أبي سامحيني يا أمي والله إنها أول مرة أجرب فيها المخدرات في حياتي وآخر مرة. فأجبته بعبارة واحدة وهي(الحمد لله أنك لم تمت وأنت على معصية) وعند سؤال ضابط التحقيق له عن نوع المادة المخدرة التي تعاطاها قال انه تعاطى حشيشة (المارجوانا) وبعد تعاطيها بلحظات أراد الخروج من المنزل والذهاب إلى أهله. بعد ذلك لم يدرِ ما حدث له ولم يفق من غيبوبته إلا وهو ممدد على سرير المستشفى. إلا أن أصدقاءه قالوا بأنه بعد التعاطي نام قليلا ثم توجه إلى شباك المجلس ورمى بنفسه.وأضاف والد الشاب بأن القضية لازال التحقيق فيها جاريا من قبل شرطة جدة والشابان اللذان كانا برفقته لازالا بالسجن حتى الآن .