إكس خبر- على مدى ثلاث سنوات تقريباً ناقشت قوى الرابع عشر من آذار بمختلف أفرقائها موضوع قتال حزب الله في سورية باعتبار أن حزب الله خرق وحدة الصف اللبناني «غير الجديد»، فالخرق والتعدي على هيبة الدولة دائم في مختلف تفاصيله بحسب 14 آذار وقرر دخول الميدان السوري بعديده وعتاده.
اتهام قديم جديد لم يبالِ فيه حزب الله كثيراً ووضعه في إطار التجاذب الداخلي الذي يضاف إلى سلسلة الخلافات الموضوعة في درج الحل أو التفاهم حولها «يوماً ما»، لا بل أحجم عن التصريح بخصوصه في شكل خاص وعموماً على ما يبدو بسبب التشنج الداخلي منذ الأزمة السورية، فغاب بعض ممثلي حزب الله من نواب وأعضاء سياسيين عن الظهور الإعلامي، وتحديداً عن السجالات أو اللقاءات التلفزيونية وغيرها إلا ما ندر وشح.
حزب الله التزم عدم التصادم طويلاً ويبدو أنه قرر بقناعة مطلقة أن لا ينظر إلى الوراء وهو الذي يعرف أن سلة الخلافات مع الفرقاء في 14 آذار مليئة وحبلى بالملفات الساخنة أهمها «سلاحه» الذي لم يتم التوحد حوله أو حول استراتيجية دفاعية واعدة فكيف بالحال اليوم.
لم يكن دخول حزب الله إلى سورية في أول عام من الأزمة هناك بل تدخل بعد أن اقترب خطر تمدد الإرهابيين إلى القرى والمناطق الحدودية اللبنانية مع سورية وإلى مواقع ونقاط خاصة له أكدت التقارير التواجد «الإسرائيلي» فيها، خصوصاً بعد كل ما كشفته معركة القصير، فسارع عناصر الحزب إلى القتال الذي اعتبروه واجباً لا يقل شأناً عن مواجهة العدو «الإسرائيلي» حيث تصب مصلحته ومصلحة الإرهاب في نفس البئر.
بعد سورية دخلت داعش إلى العراق وسيطرت على مساحات واسعة فيه أهمها الموصل وصولاً إلى اربيل، فهبت الولايات المتحدة للتدخل بعدما أصبحت مصالحها الاستراتيجية في أربيل بخطر أكيد، فأبعدت داعش بضربات عسكرية فورية وسارعت بعدها إلى الحشد لمؤتمر دولي في جدة تكون راعيته ورائدة الدعاة لمكافحة داعش فيه، حضره معظم دول المنطقة بغض النظر عن تغييب إيران وسورية المعنية في شكل أساس فيه، ليتبعه مؤتمر أمني برعاية فرنسا لتنفيذ مقررات مؤتمر جدة وللمباشرة الفعلية بالتصدي.
يحشد الغرب اليوم بكل قواه لمواجهة داعش الذي أصبح خطراً على الأمن والسلم الدوليين بعد تهديدات تلقتها كل من بريطانيا وأوستراليا التي ألقت القبض على خلايا إرهابية هي الأخطر مؤخراً، وصولاً إلى الأرجنتين حيث هددت داعش بقتل رئيسة البلاد فيها.
يحشد الغرب بكل قواه لمواجهة داعش اليوم وأثبتت التجربة أن حزب الله سبقهم جميعاً إلى ذلك بحيث لا يمكن التعمية عن هذا الموضوع أو المسايرة في طرحة أو التخفيف من فائدته بعدما وصل العالم بأسره إلى خلاصة ضرورة مقاتلة داعش أو بحده الأدنى احتواؤه تماشياً مع من ليس بنياته القضاء عليه في كل بقاع الأرض بالتساوي.
حزب الله سبق دول الغرب التي اعترضت وصوبت على قتاله في سورية مراراً خلال أعوام الأزمة السورية، واليوم تدنت وطأت الهجمة عليه دولياً في شكل ملحوظ لا بل اختفت عن ألسن الديبلوماسيين والمسوؤلين الغربيين حيث أصبح قتال داعش هدفاً مشتركاً.
كل العالم اتحد حول قتال الإرهابيين في سورية والعراق ويحشد قواه لذلك إلا أن قوى 14 آذار اللبنانية لم تقتنع وفق المتغيرات، بالسياسة وليس بتسجيل النقاط حتى الساعة بذلك، ولم تلحظ أيضاً أن المجتمع الدولي لم يعد يصوب لا على حزب الله ولا على سورية بشخص رئيسها الذي يقاتل الإرهاب ولا حتى على إيران التي بدأ الأميركي محادثات معها في نيويورك على هامش التحضير للجمعية العامة للأمم المتحدة حول مسألة داعش.
تناقش قوى 14 آذار قتال حزب الله في سورية من منطلق الدولة وهيبتها، رافضة دخول أي مجموعات في القتال بمعزل عن الدولة، متجاهلة دخول قوات البيشمركة في صد هجمات داعش في العراق المدعومة من الجيش العراقي والولايات المتحدة الأميركية معاً.
تصدرت مكافحة الإرهاب أولوية المجتمع الدولي وحكوماته بغض النظر عن طرق وأساليب ونوايا التصدي له إلا أن الكلمة حول القضاء عليه توحدت والأحلاف تشكلت ويبدو أن قوى 14 آذار تفضل البقاء خارج الحلف الدولي لمكافحة داعش على الالتقاء مع حزب الله في صوابية قراره لناحية مكافحة الإرهاب من دون شرح آلياته.
يجمع الغرب والولايات المتحدة وروسيا وإيران وسورية وحزب الله اليوم الحشد لقتال داعش بعدما كان قد فرقها الحشد لتنحية «الأسد».
سبق حزب الله العالم في قتال الإرهاب حتى باتت مؤتمرات مكافحة الإرهاب تحكي لغته وخطابه مفارقةً… اعتبر العالم فهل في لبنان من يعتبر؟