اكس خبر / ع.د – أبو خضير جديد في الضفة الغربية. لكن ابو خضير هذه المرة هو رضيع لم تسعفه بينته الصغيرة البريئة للدفاع عن نفسه وللهرب من نار اضرمها مستوطنون صهاينة في منزل عائلته.
قُتل الرضيع علي سعد دوابشة البالغ من العمر سنة ونصف، حرقا فجر الجمعة بعد هجوم المستوطنين على المنزل في بلدة دوما جنوب نابلس والقاء الزجاجات الحارقة ومواد سريعة الاشتعال عليه، وخطوا شعارات عنصرية باللغة العبرية منها “يحيا الانتقام”.
الهجوم اسفر ايضا عن إصابة والده ووالدته وشقيقه (4 أعوام) بحروق من الدرجة الثالثة، وتم نقلهم لمشافي مدينة نابلس للعلاج.
مزاعم اسرائيل
حاولت اسرائيل التخفيف من وطأة الجريمة بحق الرضيع والعائلة كلها عبر سلسلة من بيانات الاستنكار الا ان حماية الجيش الاسرائيلي للمستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين ما زال ماثل في الاذهان، ويقول محللون ان عمل المستوطنين هذا ما هو الا ترجمة لتوجهات الحكومة اليمينية الاكثر تطرفا التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ومن بين التنديدات الاسرائيلية تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، وصف فيه الجريمة بأنها “عمل إرهابي”. وزعم بأنه لن يسمح للارهابيين بالتعرض لحياة الفلسطينيين.
أما نتيناهو، رئيس الوزراء الذي ارتكب في عهده ابشع المجازر بحق فلسطينيي غزة لا سيما في صيف 2014، فأعرب عن صدمته بجريمة احراق المنزل واصفا اياها، بالـ “العمل الإرهابي”.
نتنياهو بدوره زعم ان حكومته تعارض الأعمال المروعة والسافلة، وقال انه أصدر الأمر لقوات الأمن من أجل استخدام كل الوسائل لإلقاء القبض على المجرمين وإحالتهم إلى القضاء.
جريمة ضد الانسانية
أما فلسطينيا فأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السلطة ستجهز ملفا حول الجرائم الإسرائيلية وجريمة قتل الطفل علي دوابشة حرقا على أيدي المستوطنين، وستتوجه به فورا إلى محكمة الجنايات الدولية. وجزم بأن القيادة الفلسطينية لن تصمت على هذه الجرائم، واصفا ما حصل بحق أسرة دوابشة بأنه جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية.
احراق ابو خضير
حادثة قتل المستوطنين للاطفال حرقا ليست جديدة، فالجريمة بحق محمد أبو خضير الطفل الفلسطيني من حي شعفاط بالقدس ما زالت حاضرة حين تم خطفه في 2 تموز 2014، وتعرض للتعذيب والحرق على قيد الحياة، وعثر على جثته في أحراش دير ياسين. أعقب عملية الخطف والقتل موجة احتجاج واسعة في مناطق عديدة بمدينة القدس، وإدانة دولية للحادثة. هذه الجريمة وما تلاها من ردود فعل فلسطينية ومن ثم اسرائيلية ادت الى اقدام اسرائيل على شن عدوانها على غزة في صيف 2014 والذي قتل خلاله ما لا يقل عن 2000 فلسطيني بالاضافة الى تدمير احياء بأكملها وتشريد عشرات الاف الفلسطينيين.