خاص – لم يحتفل صاحب القلب الطفولي ووالد الطفل جو, الفنان الشهيد حورج الراسي بعيد ميلاده الأربعين بعد أشهر قليلة, فقد اختطفته طرقات لبنان الحقيرة وجعلت منه عريسا محمولا بالنعش على الأكتاف في بلدته المنصف – جبيل اليوم الاثنين.
صاحب الحنجرة النادرة, والضحكة الدائمة, الشقيّ الصغير كما يطلق عليه أصدقاؤه, رحل جورج الراسي بحادث سير مروح فجر السبت 27 أغسطس أثناء عودته من سوريا الى بلده لبنان على طريق المصنع الحدودي.
فجأة وبدون اي انذار, قرر متعهّد أغرّ أن يفصل الطريق السريع باختلاق حاجز اسمنتي في الوسط لا يمكن رؤيته لأي سيارة مهما كانت سرعتها متوسطة او سريعة اذ انه يأتي مباشرة بعد انعطافة كبيرة.
لا يمكن لوم الراحل جورج الراسي على سرعته اذ ان الطريق دولي, ويجب الإسراع فيه فهو مصنوع لقطع الحدود بين البلدين وليس للتنزه او للمشاة على الإطلاق.
حرقة القلب الكبيرة تبقى بعدم شبع الجمهور من صوت جورج وخفة دمه وحنانه, كما وتركه لابنه البالغ 8 أعوام يتيما وهو الذي كان يعشق الحياة لأجله كما يصرّح ويغرّد في كل مرة يطلّ فيها.
بالقميص الأبيض النقي, وقف جورج الراسي في حفلته الأخيرة بالشام, ودّع محبيه على خشبة المسرح بأجمل المواويل والأغاني, لكنّه نسي ان يودّع شقيقته النجمة نادين الراسي وأمه الثكلى وشقيقه المغترب وابنه الصغير.
كل كلمات العزاء لا تفي جورج ولا عائلة الراسي ولا تردّه الى الحياة مرة أخرى, فقد خسر لبنان والجمهور شابا فرحا أحبّ الحياة لكنّ عشاق السلطة ومغتصبي أموالها لم يحبّوه تماما كما لا يحبّون أي مواطن ولا يخطر أي منهم على بالهم !