وعد أبناءه بحضور العيد معهم، إلا أن نداء الوطن كان حاضراً بشكلٍ أكبر في قلبه، فقتل 20 حوثياً قبل أن يسقط شهيداً بالحد الجنوبي. الوكيل رقيب مقبل فرحان الدهمشي العنزي الذي قضى عاماً كاملًا حامياً لبلاده بعيداً عن أبنائه الخمسة “ولد وأربع بنات”، اكتشفت عائلته أنه راعٍ لـ “يتيمة يمنية” حرص ألا يعلم عنها أحد سواه خلال حياته وفترة تواجده بالحد الجنوبي.
وبحسب مشعل الدهمشي شقيق الشهيد الذي تحدث لـ”العربية.نت”: “وصلتنا أمانة من قريبي حمود العنزي، ورقة كفالة لطفلة يمنية يتيمة حرص مقبل ألا يعلم عنها أحد سواه وقام حمود بإيصالها إلينا، حيث إنها تعيش في اليمن ولها 3 إخوة وتسمى بسويناس، وسنحاول التأكد من أحوالها ومتابعة هذه الصدقة الجارية تحقيقا لوصية أخي بها”.
وعن آخر لحظات مقبل، قال مشعل: “كان يأمل في العودة إلى حفر الباطن، وكانت آخر رسالة منه حصلت “العربية.نت” على نسخة منها، موجهة إلى صاحب مكتب السفريات لحجز الطيران من جازان إلى مسقط رأسه”.
وأضاف مشعل: “أنا مستعد للذهاب إلى الحد الجنوبي للدفاع عن أرض الحرمين وكان أخي مقبل يشجعني ويشرح لي آلية الوصول والتعامل في هذه الحرب”، مبيناً أن زميل مشعل أكد لنا أنه واجه أعدادا من الحوثيين قضى عليهم مع زملائه لكن رصاصة غادرة من القناصة أودت بحياة مشعل مدافعا بعد 38 عاما قضاها: “آخر محادثة لي معه كانت قبل يوم الحادثة يؤكد لي عودته بعد العيد لكن الأجل كان أسرع”.
وداع الشهيد
يذكر أن جثمان الوكيل رقيب مقبل الدهمشي وصل إلى مطار القيصومة أمس وتم دفنه وسط حضور غفير.