خاص – ليس من باب الدعاية التي لا تحتاجها في الأصل, ولا من باب السياسة او التحزّب الأعمى, لكنّ اللبنانيين على علم ويقين أنّ جمعية “القرض الحسن” أشرف من المصارف والثقة عمياء رغم الهجمات عليها من كل صوب وحدب.
الجمعية التي تم الإعلان عن اختراق خوادمها الالكترونية وتوزيع لوائح بأسماء المودعين لديها قبل يومين, تتلقى كمّا كبيرا من الضغوطات من أحزاب وسياسيين منذ فترة, لكنّها لا تلتفت لهم وكل همها الإنسان العادي.
ما هي جمعية القرض الحسن في لبنان ؟
القرض الحسن هو عبارة عن مراكز موزّعة في لبنان ضمن مناطق التي فيها مناصرين لحزب الله, من بيروت والضاحية خصوصا والجنوب والبقاع, وهي تُعنى بإعطاء المال (دولار أمريكي” نقدا لأي شخص يأتي ويقوم برهن الذهب لديها.
وإضافة الى رهن الذهب بأسعار مرتفعة, فإن الجمعية لديها نظام شبه مصرفي يقوم على إيداع النقد لديها في حال لم يكن الشخص يرغب بالتعامل مع المصارف التجارية.
ومنذ أزمة الليرة في لبنان, فإن الجمعية كانت السبّاقة في دعم المواطن والوقوف بجانبه فكانت الوحيدة في لبنان رغم أنف المصارف وبعيدا عنهم وعن كل ما فعلوه من تنكيل باللبناني, تقوم بإعطاء الدولار الأخضر له , “وعلى رأس السطح” دون خوف او مخالفة قانونية.
اتهامات وحقد أعمى
الحقد الأعمى في السياسة بين الأحزاب تمت ترجمته على أرض الواقع من خلال الهجمات العنيفة لنواب ووزراء وتكتلات, وعلى رأسها وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لا يفوّت فرصة للسخرية وانتقاد نظام “القرض الحسن” في محاولة منه لإيقاعه ضمن خانة العقوبات أكثر مما هو فيه أصلا, دون أن يدري ان الجمعية لا تتأثر بهرطقاته.
لكنّ الهجمات الأخيرة من لسان جنبلاط, تُرجمت سلبيا على القرض الحسن من خلال قيام “مجموعة” باختراق سيرفرات الجمعية.
الاختراق لا يؤثر
المجموعة التي تطلق على نفسها اسم SpiderZ، تقول إنها اخترقت “سيرفرات” جمعية مؤسسة القرض الحسن، أن “رصيد إجمالي مخازن الجمعية هو 215 مليار ليرة لبناني نقدًا و160 مليون دولار أميركي نقدًا، بالإضافة إلى ذهب بقيمة ملايين الدولارات”.
وردًا على “كل من يشكك بقدراتها”، نشرت المجموعة صورًا قالت إنها من داخل غرف الخزنات في مخازن جمعية القرض الحسن.
زوبعة في فنجان
لكنّ هذه المجموعة “الحقيرة” نست او تناست بطلب من مموّليها, ان تعلن انها لم تخترق سوى “القشور” ولت تستطيع فعل شيئ بكل الداتا التي رأتها واستولت عليها مثل إسم المودع وعنوان منزله !
لا يوجد أي أرقام او تفاصيل يمكن الحصول عليها من سيرفرات او خوادم القرض الحسن المخترقة, فالهكرز لم يستطيعوا الولوج سوى الى المجلدات المشتركة بحسب الخبير التقني “رامي جدايل” الذي أكد صعوبة الوصول الى أرقام وتفاصيل الأموال والذهب المودعة اذ انها مشفرة بطريقة 128 بيت ولا يمكن فكّها.
صورة تؤكد اختراق خادم القرض الحسن في بيروت بحسب المخترقين
جدايل: الاختراق ساذج
وأكد الخبير رامي جدايل ان الاختراق “ساذج” وهو مدفوع الأجر بشكل واضح من قبل جهة سياسية بطبيعة الحال, لكنّه يؤكد ان مثل هذه الأفعال لا تأتي فُرادى وهي دليل على وجود مجموعة ورائها مدعومة من الداخل اللبناني.
وأشار الى ان الاختراق طال “الملفات الظاهرة” فقط ولم يستطع المخترقون الولوج الى الملفات المحمية والمشفرة, وهو ما يطابق بيان جمعية القرض الحسن التي تعمل طواقمها التقنية على مدار الساعة حاليا لإعادة الأمن والأمان الى أجهزتها الحاسوبية.