اكس خبر- كان من المفترض أن تبدأ يوم أمس جلسة الإستماع الأولى داخل قاعة محكمة الجنايات في بيروت إلى المواطنتين السرلانكيتين “رانجين نويلادج” و “ماريا كوريرا”، إلى جانب السوري بلال أبو الجود، المتهمين بقتل اللبناني المغترب إبراهيم ياسين (90 عاماً) وخادمته السرلانكية “غانا” واللذان عُثرا على جثتيمهما داخل شقة ياسين في محلة المصيطبة يوم 15 آذار الماضي.
إلا أن غياب محامية المتهمين الموكّلة من قبل نقابة المحامين (معونة قضائية تُعطى للمتهمين بجرائم كبيرة ولا يستطعون توكيل محام) حال دون السير في الجلسة الأولى، والسبب هو عدم مُطالعة المحامية الموكلة على كامل الملف لاسيما أن هناك 3 متورطين في الدعوى.
وبحسب وقائع الجريمة التي حقق فيها القاضي الأول غسان عويدات، تبيّن أن المتهمة الرئيسية والمخططة والمحرّضة على الجريمة “رانجين نويلادج” كانت على علاقة صداقة مع الضحية “غانا” منذ العام 2010 وكانت تتردد إليها بهدف زيارتها لكن “غانا” كانت تغار منها ولا تحبّذ أن تدخل إلى الصالون لإلقاء التحية على معلمها، كونه كان يحترم “غانا” ويعاملها بطريقة أبوية لا سيما انها تعمل لديه منذ 25 سنة وحين قررت السفر لمدة شهر إلى عائلتها اودعت “رانجين” للعمل مكانها مؤقتاً، فإستغلت الأخيرة الظرف ودرست حنايا المنزل وتمكنت من مراقبة إبراهيم وأين يضع مفتاح خزنته التي تضم الكثير من المال والذهب.
بعد عودة “غانا” بقيت “رانجين” تتردد إلى منزل ياسين بهدف معاونة غانا مقابل أجر دون النوم في المنزل، وهنا قررت الأخيرة قتل ياسين وغانا وسرقتهم وعرضت الفكرة على صديقتها “ماريا” التي رفضت الامر وخافت، وبعد محاولات حثيثة من قبل “رانجين” رضخت وقبلت بالموضوع شرط عدم توريط حبيها السوري أبو الجود، لكن “رانجين” لم يعجبها الأمر وعرضت على ابو الجود مساعدتها ومراقبة المنزل والشوارع في حال كانت هناك كاميرات كي لا يتم كشفهم.
وبعد دراسة مداخل ومخارج الشوارع المؤدية للعمارة من قبل أبو الجود وبعد رصد إستمر أسبوعاً كاملاً بدات التحضيرات للجريمة المتفق عليها بان يتم دس لهمتا مواد مخدرة في الطعام ثم خنقهما وسرقة ما تيسّر من اموال ومجوهرات وغيرها.
المرحلة الأولى للجريمة:
وصلت “رانجين” إلى منزل وأحضرت معها كمية من دواء “ريليف” وطحنتها ووضعتها في كيس من النايلون وبعد إنتهاء بلال عمله ذهب إلى محلة المصيطبة بعد أن زوّدته رانجنين بعنوان منزل المغدور لاستطلاع الشارع ومكان تواجد كاميرات المراقبة فأشار عليهما بضرورة إخفاء وجهيهما عند الدخول.
وفي اليوم التالي حضرت “رانجين” مجدداً إلى منزله وبحوزتها المزيد من الدواء المذكور وقامت بطحنها، وذهبت مع مريانا إلى شقة المغدور عند الظهر، ولكن بعد ساعتين أبلغته ماريانا هاتفياً أن المخطط لم ينفذ لأن “غانا” لم تنم على الرغم من دس الدواء لها في الطعام وأنهما ستعودان إلى محلة الجناح وتنويان العودة ليلاً إلى منزل المغدور بعد أن أخبرتا الخادمة لديه أنهما ملاحقتان من القوى الأمنية لعدم شرعية إقامتهما وتريدان النوم عندها، وعلى أثر ذلك استحصل على مادة التينر لتسهيل عملية الخنق كما اشترى ثلاث قفازات اعطاها للمدعى عليهما اللتين وضعتا وشاحاً على وجهيهما كي لا تظهر ملامحهما على كاميرات المراقبة واستقلتا سيارة أجرة باتجاه منزل المغدور فيما لحق بهما هو سيراً على الأقدام بانتظار أن يرده منهما اتصال عند دخولهما للشقة، عندها راح يتجوّل في المحلة بانتظار اتصال آخر للصعود إلى المنزل.
الليلة الأخيرة … تمت الجريمة ولكن؟
عند الفجر اليوم الثالث توجّه بلال إلى المصيطبة وبقي منتظراً حتى الساعة الثالثة والنصف أي وقت اتصال ماريانا به والتي طلبت منه الصعود وفتحت له باب البناية وصعد إلى الطابق التاسع حيث فتحت له “رانجين” باب المنزل وأرشدته إلى المطبخ فاختبأ خلف بابه كون الخادمة دانا لم تنم بعد، وخرج إلى شرفة المنزل وحضرت مريانا مع قطعة من القماش التي سوف يستخدمها في خنق الخادمة، وأثناء خروجها من المطبخ ارتطمت بقبضة الباب محدثة ضجيجاً في المطبخ فقامت الخادمة دانا باستطلاع الأمر، وعند دخولها الى المطبخ شاهدته مختبئاً خلف الباب ولدى مشاهدتها لقفازاته خافت وراحت تصرخ فقام بوضع قطعة القماش على فمها وأنفها بعد ان كان قد أشبعها بمادة التينر الا ان هذه الطريقة لم تكن ناجحة فأحضرت له “رانجين” وسادة وسكبوا عليها مادة التينر ووضعوها على وجهها وألقوها على ارض المطبخ فأمسكت بها مريانا من رجليها ورانجين من يديها وبقيت تقاوم اكثر من ربع ساعة الى ان فارقت الحياة مختنقة وبعدها احضرت رانجين كيساً من النايلون وأعطته اياه ثم ساعدته في وضع رأس الخادمة غانا بداخله وربطته باحكام حول عنقها فعلموا حينها انها فارقت الحياة فعلاً كونها لم تعد تتنفس.
ثم توجه الثلاثة الى غرفة المغدور تحضر ومعهم سكين بغية استعمالها في حال لم تنجح خطة التنر، ومعهم أيضا قنينة”فلاش” وقامت بتعبئتها فيها ووضعتها على المخدة عينها التي استخدمت في قتل الخادمة دانا، وعند دخولهم الغرفة اقترب من المغدور الذي استفاق فجأة فدفعه بشكل اصبح نائماً على ظهره وحاول خنقه بالمخدة فلم يستطع ذلك وبدأ المغدور بالصراخ عندها أعطته رانجنين السكين وقام بطعنه عدة طعنات في صدره بينما كانت رانجين تمسك برجليه ومريانا تقف قرب السرير، وأنه بعد وفاته فتش على مفاتيح الخزانة في جيب المغدور فلم يجدها، عندها قام بخلعها بالسكين ثم بواسطة مفتاح انكليزي اتت به ماريان معها من منزلها بناء لطلبه وسرق من الخزانة مسدسين حربيين، وهما المسدسان اللذان ضبطا بحوزته لدى مداهمة منزله في محلة الجناح، كما قاموا بسرقة مبلغ حوالى عشرة آلاف و500 دولار من الخزانة الموجودة بقرب السرير ومبلغ ثلاثة ملايين ليرة لبنانية ووضعوا المسروقات في حقيبة ماريا.
الشركاء يتقاسمون الأرباح
بعد إتمام الجريمة غادروا البناء ثم افترقوا ليعيدوا في اليوم التالي، ويجتمعوا في منزل بلال، وتقاسموا الأموال فحصلت “رانجين” على مبلغ خمسة آلاف دولار، فيما إحتفظ هو ومريانا بالأموال الأخرى المسروقة.
موقع “التحرّي” – ربيع دمج