إكس خبر- أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ ما يسمى بالربيع العربي هو مصيبة حلت على الوطن العربي بأسره، مشدّدًا على أنّ لبنان لا يمكن أن يعيش كجزيرة معزولة، موضحاً أنّ لبنان مقسوم عاموديا بشعبه وناسه والمهجرين القادمين إليه وحتى الفلسطينيين الموجودين في داخله.
وفي حديث إلى إذاعة “صوت روسيا”، استبعد أبو فاضل انتخاب رئيس جديد في لبنان في القريب العاجل، وأشار إلى أنّ لبنان مربوط ربطا وثيقا بما يجري في سوريا، مجدّداً الحديث عن مؤامرة تشنّ على سوريا، قائلاً أنّ الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان وإسرائيل هما رأس هذه المؤامرة.
من جهة ثانية، أكد أبو فاضل أنّ جرح عرسال قد فتح ولن يقفل، وأقرّ بوجود خطر من قدوم داعش إلى لبنان بشكل جدي عبر جبهات جديدة وعبر عرسال بصورة خاصة التي رفض تيار المستقبل وحلفاؤه الحل النهائي لها عندما خطف جنود من الجيش.
وأعلن أبو فاضل رفضه لما يُحكى عن صفقة بين الدولة اللبنانية وداعش لمقايضة العسكريين اللبنانيين مقابل إطلاق سراح سجناء إسلاميين متواجدين في سجن رومية، مشدّداً على أنّ تبادل مجرمين بجنود أبطال هو عيب مشوب بالعيب.
لبنان ليس جزيرة معزولة
أبو فاضل أشار إلى أنّ لبنان يعيش ضمن هذه المنطقة أي منطقة ما يسمى بالربيع العربي، لكنه ربيع عربي إسلامي سياسي لا يمت للإسلام بصلة وهو لتفتيت الدول العربية وتقسيم المقسم وتفتيت المفتت ولإشغال الدول العربية عن القضية الأم وهي قضية فلسطين وللابتعاد عن قضية ما يسمى بالمجتمع الدولي بشكل شرعي عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ورأى أبو فاضل أنّ هذا الذي يسمى بالربيع العربي هو مصيبة حلت على الوطن العربي بأسره، مشدّدًا على أنّ لبنان لا يمكن أن يعيش كجزيرة معزولة، موضحاً أنّ لبنان يتأثر جدًا بمحيطه وخاصة بالحرب والعدوان الدائر على سوريا.
وقال أبو فاضل: “إذا أردنا أن نتكلم عن لبنان ككل، نعم نحن نعيش في أزمة، فلبنان هو مقسوم عاموديا بشعبه وناسه والمهجرين القادمين إليه وحتى الفلسطينيين الموجودين في داخله“.
كل شيء في سلة واحدة
ورداً على سؤال، استبعد أبو فاضل إمكانية انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان في القريب العاجل، معرباً عن اعتقاده بأنّ العدّ العكسي لحلول في المنطقة يبدأ عندما يتمّ الاتفاق بين إيران والدول الستة التي تتفاوض معها، وعندما ينتهي هذا الأمر وتنتهي هذه المفاوضات أو تبدأ مفاوضات جدية وإيجابية للوصول إلى المصطلح الذي يتفقون عليه إيران مع الدول العظمى أي 5+1.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ لبنان عندها ربما يكون لبنان أول الملفات أو ربما يكون لبنان ثاني أو ثالث الملفات، ولكن بعد الآن ينعكس إيجابا على المفاوضات بين إيران والسعودية، وبالتالي عندها يمكن أن نتكلم عن رئيس جمهورية وقانون انتخاب جديد وقائد جيش وكل شيء في سلة واحدة، في حال تم الاتفاق.
أما في حال لم يتم هذا الاتفاق، فلفت أبو فاضل إلى أنّ لبنان مربوط ربطا وثيقا بما يجري في سوريا.
أردوغان وإسرائيل رأس المؤامرة
وفي ما يتعلق بالوضع السوري، جدّد أبو فاضل الحديث عن حرب تشنّ على سوريا من داعش والنصرة والجماعات التكفيرية، لافتاً إلى أنّ الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان وإسرائيل هما رأس هذه المؤامرة، مشيراً إلى أنّ أردوغان يعمل لدى أميركا كساعي بريد ولكنه يريد تدمير سوريا هو الدول العربية التي تآمرت على سوريا.
ورأى أبو فاضل أنّ الإسلام السياسي الذي يقاتل الرئيس السوري بشار الأسد والنظام في سوريا هو يأكل قلوب البشر، في حين أنّ من يقفون إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد يدافعون عن البشر، لافتاً إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أشار إلى هذه الأفعال التي يرتكبونها هؤلاء المجرمون الإرهابيون التكفيريون.
ميدانياً، لاحظ أبو فاضل أنّ الوضع يتحسّن في المناطق التي يستطيع الجيش أن يتقدم فيها، لكنه حذر من أنّ المناطق التي لا يوجد جيش سوري فيها هي مناطق أصبحت بالكامل كأفغانستان أيام طالبان وايام أسامة بن لادن، وأكثر من ذلك فهناك بيع للنساء وبيع للرقيق وبيع للأولاد واعتداء على النساء وتوزيعهم، وهناك جهاد النكاح وهناك أمور لا يمكن أن تحصل في عام 2014، وقال: “هذا ما يجري في سوريا اليوم من قبل هؤلاء التكفيريين المدعومين من أميركا والغرب وإسرائيل وأردوغان وقطر، هذا شيء معيب للإنسانية وللبشرية”، وأضاف: “نحن نقف مع سوريا اليوم الدولة والنظام هو إنسان أما الذي يقف ضد سوريا لإسقاط هذا النظام هو لا يعني شيئا للإنسانية ولا تعنيه الإنسانية“.
جرح عرسال فتح ولن يقفل
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ جرح عرسال قد فتح ولن يقفل، وأشار إلى أنّ المعركة مفتوحة في عرسال إلى أن تقضي الدولة السورية من جهة والجيش اللبناني من الجهة الأخرى، وتضع هؤلاء الإرهابيين بين فكي كماشة، ولكنه استبعد أن تستطيع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني أن يلاقي الجيش السوري نظرا لله للعداوة التي تتحكم برؤوس تيار المستقبل و14 آذار ضد النظام في سوريا.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ هناك استحالة لهذا الموضوع بالقضاء على هؤلاء إلا من قبل المقاومة اللبنانية الممثلة بحزب الله في سوريا والجيش السوري والدفاع الوطني السوري، وقال: “نحن أمام مشكلة كبيرة في عرسال، ممكن أن تتكرر كل يوم، وإذا ما كان هناك من تدخل لداعش والنصرة، فبطبيعة الحال عندما تتبدل ظروف ومناخات المنطقة في الأسابيع المقبلة أو الأشهر المقبلة وبقدوم الصقيع والثلوج سوف يهربون إلى عرسال ليجدوا ملجأ آمنا، وعرسال هي الملجأ الآمن لهم، وربما يجدون أماكن أخرى يحاولون التقدم من خلالها من منطقة بيت جندي في جبل الشيخ نحو شبعا وحاصبيا وراشيا، وهناك ايضا البقاع الغربي حتى أول الجنوب”، وأضاف: “هناك مشكلة حقيقية، الجيش السوري يتحسب لها، والأهالي يحملون السلاح إلى جانب الجيش اللبناني من كل الطوائف ومن كل الأحزاب ويقفون بالمرصاد لهم“.
وأقرّ أبو فاضل بوجود خطر من قدوم داعش إلى لبنان بشكل جدي عبر جبهات جديدة وعبر عرسال بصورة خاصة التي رفض تيار المستقبل وحلفاؤه الحل النهائي لها عندما خطف جنود من الجيش، وقبلها بكثير كانوا يرفضون أن يتدخل الجيش فعليا في هذه المنطقة باعتبارها منطقة آمنة لهم ولجميع من ينتمي إليهم من تيار المستقبل و 14 آذار.
مقايضة العسكريين بالمجرمين معيبة
ورداً على سؤال عن صفقة بين الدولة اللبنانية وداعش لمقايضة العسكريين اللبنانيين مقابل إطلاق سراح سجناء إسلاميين متواجدين في سجن رومية، رأى أبو فاضل أنّ حصول هذا الأمر ممكن، لكنه اعتبر ذلك معيباً بحق لبنان، موضحاً أنّ هؤلاء ليسوا مخطوفين وليسوا أسرى حرب، بل هؤلاء رهائن، وقال: “هؤلاء مخطوفون من قبل العصابات مثل جبهة النصرة وداعش وهذه المجموعات المسلحة، فهؤلاء لا يمكن التفاوض معهم، وفي حال تفاوضت الحكومة اللبنانية معهم تكون قضت على نفسها وهي أصلا تكاد تلفظ أنفاسها، ولكن لا مجال للشعب اللبناني إلا ببقائها، وإذا تم هذا الأمر فسيكون وصمة عار على كل المسؤولين في لبنان، ولا يمكن لأي شخص أن يتابدل مع مجرمين جنودا من الجيش اللبناني الأبطال“.
وشدّد أبو فاضل على أنّ الجيش اللبناني هو جيش بطل استطاع أن يستعيد المبادرة في عرسال خلال يومين أو ثلاثة أيام، ولكن لا يستطيع أن يقاتل داعش وحده، ولا يملك السلاح ولا يملك الطائرات ولا يملك الذخائر، وهناك مشكلة كبيرة. وقال: “الجندي عندما دخل إلى الجيش والضابط عندما دخل إلى الجيش هو مشروع شهيد وأنا لا أسعى لأن يكونوا شهداء، ولا يمكن أن ننزل إلى هذا المستوى وإلى هذا الدرك من المسؤولية هو عيب مشوب بالعيب، فلا يمكن أن نتبادل مع هؤلاء بجنودنا الأبطال“.
واعتبر أبو فاضل أنّ على تيار المستقبل وعلى الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والوزراء الصقور الموجودين في تبار المستقبل و 14 آذار أن يذهبوا إلى عند زميلهم أبو طاقية وإلى غير أبو الطاقية ورئيس بلدية عرسال ويأتوا بهؤلاء ويتفاوضوا على أي شيء آخر، وأضاف: “نحن لدينا مليون وستمائة لاجئ سوري، وفي حال تمت المفاوضة وجاؤوا بالعساكر الجنود اللبنانيين سوف تنعكس الأمور سلبا على الأخوة السوريين اللاجئين في لبنان، ولن يستطيعوا أن يعيشوا بعد اليوم في لبنان“.
وختم قائلاً: “هناك مشكلة معهم لأن الدولة قد ضربت والشعب سوف ينتفض“.