تقرير المراقبين العرب وتصريح قائد فيلق القدس الايراني يقلقان اللبنانيين

انصب الاهتمام في بيروت على متابعة الأخبار المتداولة حول انسحاب المراقبين العرب من سورية، ويؤول هذا الأمر بنظر مسؤولين لبنانيين الى ما سبق ان حذر منه اكثر من سياسي لبناني وآخرهم وليد جنبلاط العائد من زيارة سريعة الى قطر وهذه الفوضى او الحرب الأهلية بمعنى آخر.

وفي هذا السياق لفت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى ان بعض الأطراف اللبنانية التي تدعم النظام السوري هي التي تتولى اشاعة وجود تنظيم القاعدة وغيره في لبنان خدمة لنظام الأسد ولكي يقال ان هناك مجموعات من القاعدة تسللت من الحدود لاحداث تفجيرات في سورية، ما تزامن مع انفجارات دمشق للبرهنة امام العالم على ان النظام السوري علماني وتتم محاربته من الأصوليين وانه يدافع عن نفسه.

جعجع وفي حديث لمجلة «روز اليوسف» المصرية وجه نداء لمسيحيي الشرق دعاهم فيه الى التمسك بأوطانهم، واعتبر ان صعود التيارات الاسلامية لا يمكن الحكم عليه الا بعد بلورة طريقة تصرفها على الرغم من وجود اضطهاد مباشر للمسيحيين في بعض الأماكن، الا انه يأتي في سياق أحداث عامة على المجتمع بأكمله.

وعن صراع حزب الله مع اسرائيل رأى جعجع ان الشعب اللبناني هو المعني بهذا الصراع والجيش اللبناني أقدر من سواه على مواجهة هذا الأمر، رافضا ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ومناديا بمعادلة «شعب ودولة وجيش» واعتبر ما عدا ذلك هو من قبيل الدعاية السياسية، ولتبرير ابقاء بعض الأحزاب في لبنان مدججة بالسلاح، واصفا الحكومة الحالية بحكومة «تصريف الأعمال».

من جهته، الرئيس امين الجميل وردا على الدعوات الرسمية للعودة الى طاولة الحوار الوطني قال امس ان الطبق الرئيسي في اي حوار هو سلاح حزب الله، داعيا الى عدم اقحام انفسنا في الصراع الدموي في سورية مع وقوفنا الكامل الى جانب اي حركة تحررية تطالب بالديموقراطية حتى لا يؤدي ذلك الى نزاع لبناني ـ لبناني، خصوصا في ظل وجود اطراف جاهزة ومجهزة لمثل هذا النزاع.

وأضاف الجميل: ان موضوع الحوار طرح علينا وكان جوابنا اننا لسنا من نسف الطاولة بل ان العماد ميشال عون وحزب الله هما من عطل الحوار، لأن الطرفين لا يريدان الغوص في الموضوع الأساسي باعتبار ان السلاح بنظرهما أبدي سرمدي ولا يمس، لذلك نقول ان الحوار غير مجد.

وتبدو مهمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الاتجاه الذي يقود الى احياء طاولة الحوار مهمة مستحيلة لكنه لن يتوقف عن الحث باتجاهها. وتقول مصادر في المعارضة انه من المفيد ان يلح رئيس الجمهورية على فكرة الحوار، لكنه يلح على عنوان لم يعد يتناسب مع الاجوبة التي تلقاها في مختلف الاطراف ابتداء من حزب الله الذي رفض الحوار على سلاحه وصولا الى المعارضة التي تعتبر ان المشكلة كلها في لبنان متأتية من هذا السلاح الخارج عن الدولة.

وفي رأي المصادر انه لا يمكن الكلام عن استراتيجية دفاعية في ظل مواقف السيد حسن نصرالله، خصوصا ان الاستراتيجية الدفاعية بمنظور 14 آذار هي الجيش والقرار 1701، وهذا المصطلح تم اختراعه للحديث عن مصير السلاح خارج الدولة بعد ان انتهى مبرر وجود مشروع مقاوم مستقل عن الدولة. المصادر كشفت ان كلام سليمان عن الحوار هو قيد التداول والتشاور داخل قوى 14 آذار من زاوية الاستعداد الدائم للحوار، وهي منفتحة على مناقشة كل الافكار والآليات انطلاقا من الشروط الآتية:

٭ ان يكون الحوار تحت مظلة الدولة وبشروطها وسيادتها على كامل اراضيها وامتلاكها حصرية السلاح والتزام قوى 8 آذار الواسع بتطبيق المقررات السابقة التي تم الاتفاق حولها.

٭ الالتزام مجددا بالمحكمة الدولية وبروتوكول تجديدها واعتبارها وسيلة اساسية لتحقيق العدالة، خصوصا بعد الانقلاب على مقررات الحوار من باب المحكمة واعتبارها اسرائيلية واميركية.

٭ رفض التجاوب مع اي دعوة في حال استثنائها سلاح حزب الله الذي يشكل العامل الاساسي في تغييب الدولة وطرح الاستراتيجية الدفاعية انطلاقا من اتفاق الطائف والقرارات الدولية وفي طليعتها القرار 1701.

من جهة أخرى، استقبل الجميل سفيرة الولايات المتحدة مورا كونيللي في البيت المركزي لحزب الكتائب امس، وتم البحث في الأوضاع اللبنانية العامة، وتداعيات الأزمة السورية على لبنان وضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار، اضافة الى مؤتمر الديموقراطية والتعددية الذي سيعقد في 27 الجاري لمساعدة الأنظمة العربية الجديدة على السير في طريق الديموقراطية والشراكة او لضرورة ان يلعب لبنان دورا في نشر تجربته الديموقراطية في الشرق الأوسط، وكان التوافق على تعزيز هذا التوجه بما هو خير للبنان وللعالم العربي، كما تناول البحث الذي شارك فيه أمين عام حزب الكتائب ميشال خوري موضوع الحوار القائم بين الأديان.

من جانب اخر، رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار د.فارس سعيد ان كلام قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني أسقط القناع عن وجه حزب الله، حيث انه أعلن ان جنوب لبنان يخضع لنفوذ إيران، بينما يسعى الحزب من خلال حركته السياسية الى إقناع اللبنانيين والعالم بأنه حزب لبناني ويعمل لصالح لبنان.

وقال سعيد ان كلام العميد قاسم سليماني مرفوض لأنه ينتهك سيادة لبنان من جهة، ويضع أهلنا في الجنوب في دائرة الخطر الشديد، جاعلا منهم صندوق بريد بين إيران وأميركا من جهة اخرى.

وطالب سعيد حزب الله بتوضيح هذا الكلام للرأي العام اللبناني.

سليماني كان قال ان بلاده حاضرة في جنوب لبنان وفي العراق، وان هذين البلدين يخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها، معتبرا ان بإمكان إيران تنظيم اي حركة تؤدي الى تشكيل حكومات إسلامية هناك لمكافحة الاستكبار معلنا دعم بلاده لنظام الأسد.

من ناحيته، قال عضو كتلة المستقبل النائب الطرابلسي محمد كبارة ان من وصفه بـ «الحزب المسلح» دخل مرحلة تنفيذ الفصل الثالث من خطته للسيطرة على لبنان، وبعد نشر السلاح والسيطرة العقارية يعمد الى إفلاس القطاع الاقتصادي اللبناني كي يكمل سيطرته على الدولة اللبنانية.

نائب البترون بطرس حرب عرض على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان آخر التطورات امس، وقال حرب بعد اللقاء انه بحث مع الرئيس المشاكل التي تعترض قيام الدولة وحياة المواطنين، اضافة الى الصراعات السياسية التي كرست مبدأ الصفقات على حساب مصالح الناس بالمخالفة للقوانين.

وأبلغ حرب الرئيس سليمان رفض قضاء البترون وبلدة تنورين بالذات إعطاء مشروع سد بلعة الى شركة ايرانية حددتها حكومة ايران وفرضتها على الحكومة اللبنانية وهو ما يثير الشبهات الكبيرة حول هذه القضية وخلفياتها، إذ ان ما وافقت عليه الحكومة اللبنانية، مخالف للأصول القانونية، لاسيما ان هذا المشروع كان جرى تلزيمه لشركة لبنانية وليس هناك ما يبرر إبطال هذه المناقصة لإدخال شركة إيرانية بحجة تقديم هبة للدولة اللبنانية لبناء هذا السد.

وأكد حرب ان هذه القضية لها خلفية سياسية وهي مرفوضة بالمطلق، لاسيما انه من المعروف ان وجود شركة إيرانية في منطقة البترون (منطقة مارونية) وفي تنورين بالذات من شأنه إثارة حساسيات، ما يدفعه الى المطالبة بالعودة عن قرار مجلس الوزراء.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *