إكس خبر- أظهرت “رسالة مسربة” وجهها الجيش الأميركي للحكومة العراقية، حول بدء إجراءات الانسحاب، حجم الإرباك الكبير الذي تتخبّط به الإدارة الأميركية ومعها وزارة الدفاع “البنتاغون” في التعامل مع المستجدات، وذلك بعد تضارب تصريحات المسؤولين حول صحّة الرسالة وماهيّتها وكيفية صدورها، إلى جانب تضارب تصريحات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير دفاعه مارك إسبر، خلال 24 ساعة فقط.
وبحسب تقرير نشره موقع “عربي 21″، فإنّه وفي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، أنّ الرسالة التي تم تداولها بشأن انسحاب قوات بلاده من العراق هي “مسودة غير مُوقّع عليها وما كان ينبغي نشرها”، جاء تصريح وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، نافياً من الأساس صحة الرسالة ووجودها، ما يشير بشكلٍ واضح إلى التخبّط والإرباك.
وأوضح إسبر، في تصريحات للصحافيين في الأردن، أمس الإثنين، أنّ بغداد لم تطلب من واشنطن سحب قواتها، مضيفاً أنّ اللعبة وقواعدها في المنطقة قد تغيّرت.
وأكّد إسبر أنّ الولايات المتحدة ستتّخذ إجراءات ردع وإجراءات استباقية إذا دعت الحاجة لحماية القوات الأميركية في المنطقة.
ونقلت شبكة “سي أن أن” الأميركية عن رئيس أركان الجيش ميلي قوله إن “الرسالة مسودة، كانت خطأ وغير موقع عليها، وكان ينبغي عدم نشرها”، في تأكيد صريح على صحة وجودها خلافاً لتصريحات إسبر.
وبحسب “سي أن أن”، أكّد مسؤول أميركي، في وقت سابق الإثنين، صحة الرسالة التي اطلعت عليها وتداولتها وسائل إعلامية، ويظهر أنّها من وزارة الدفاع الأميركية إلى نظيرتها العراقية.
وكان الجيش الأميركي أبلغ رسمياً، الإثنين، قيادة العمليات المشتركة العراقية باتخاذ قواته إجراءات لضمان الخروج من العراق.
وفي رسالة وقّعها قائد قوة المهمات الأميركية في العراق، العميد وليام سيلي الثالث، وأرسلها إلى قيادة العمليات المشتركة، ورد فيها بأنّ قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ستقوم بـ”إعادة تمركز خلال الأيام والأسابيع المقبلة”.
وجاء في رسالة التحالف للجيش العراقي: “نحترم القرار السيادي والذي طالب برحيلنا”.
وأكّد مصدر عسكري عراقي لـ”رويترز” صحة الرسالة الموجهة لنائب قائد قيادة العمليات المشتركة ببغداد.
وفي سياق مشابه لحالة التسرعّ والإرباك اضطر وزير الدفاع الأميركي لمناقضة ومعاكسة تصريحات أدلى بها ترامب حول سعي الولايات المتحدة في حال نشوب مواجهة مع إيران لضرب منشآت ومؤسسات ثقافية.
وخالف إسبر، تهديدات ترامب بعد حالة الجدل والرفض الكبيرة التي ترتبت على تصريحات ترامب، حيث أكّد أنّ الجيش الأميركي “لن ينتهك قوانين الصراع المسلح باستهداف مواقع ثقافية إيرانية”.
وقالت “رويترز” إنّ “إسبر ألمح وبقوة إلى أن الجيش الأميركي لن ينتهك قوانين الصراع المسلح باستهداف مواقع ثقافية إيرانية”.
وعند سؤاله عن ما إذا كان مستعداً لاستهداف المواقع الثقافية، أجاب إسبر: “سنتبع قوانين الصراع المسلح”.
وبسؤاله عمّا إذا كان هذا يعني أنه لن يستهدف هذه المواقع لأن ذلك يعد جريمة حرب، قال إسبر: “هذه هي قوانين الصراع المسلح”.
وكان ترامب أكّد الأحد، وعيده بضرب مواقع “ثقافية” بإيران، رغم التنديد الواسع، والاتهامات له بالتحضير لارتكاب “جريمة حرب”.
وقال ترامب لصحافيين: “نسمح لهم بقتل مواطنينا. نسمح لهم بتعذيب وتشويه مواطنينا. نسمح لهم باستخدام قنابل لتفجير مواطنينا. ولا يحقّ لنا المسّ بمواقعهم الثقافية؟ الأمور لا تسير بهذا الشكل”.
وأعادت منظمة “اليونيسكو” تذكير أميركا بأنّها وقعت معاهدتين تلزمانها بعدم الإضرار بالتراث الثقافي في حال وقوع صراع مسلح، وذلك رداً على تهديد واشنطن بقصف مواقع تراثية إيرانية.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، إن بنود معاهدتي 1954 و1972، اللتين أقرتهما الولايات المتحدة وإيران، تلزم الدول الموقعة عليهما بألا تتّخذ تدابير متعمدة قد تلحق أضراراً بالتراث الثقافي والطبيعي على أراضي دول أخرى أعضاء بهاتين المعاهدتين.