اكس خبر- اعترف مسؤولون أتراك إن بلادهم تجري عبر قنوات سرية اتصالات مع الحكومة السورية لتفادي المواجهة المباشرة في شمال شرق سوريا حيث ينشر الجانبان قواتهما.
التفاصيل
رويترز نقلت عن “ثلاثة مسؤولين أتراك أن الجانبين، مدفوعين بالحرص والحذر، أقاما قنوات اتصال سواء في شكل اتصالات عسكرية ومخابراتية مباشرة أو بطريق الرسائل غير المباشرة عبر روسيا للحد من خطر المواجهة”.
مسؤول أمني تركي قال إنهم “على اتصال مع سوريا بشأن المسائل العسكرية والمخابراتية منذ فترة لتجنب أي مشاكل في أرض الميدان”.
المسؤول أضاف أن أول اتصال جرى كان بشأن حالة تصعيد في شمال غرب سوريا، وهي حالة منفصلة عما يجري في الشمال الشرقي الآن، وذلك عندما شنت قوات سورية مدعومة من روسيا، في وقت سابق من هذا العام، هجوما في إدلب التي تنتشر بها قوات تركية.
المسؤول أوضح أن “التواصل مع سوريا يتم إلى حد كبير عبر روسيا، لكن هذا الاتصال كان يجرى بشكل مباشر بين تركيا وسوريا في بعض الأحيان لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة بين الجنود السوريين والأتراك”.
وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال الأسبوع الماضي “وقت الضرورة، تجري بالطبع اتصالات مع سوريا حول (أمور) المخابرات وتبادل المعلومات وأشياء أخرى.. (لكن) لا يوجد اتصال على الإطلاق على المستوى السياسي”.
دور مركزي
وكالة رويترز قالت إن موقف روسيا كوسيط يشير أيضا إلى الدور المركزي الذي تلعبه موسكو، أقوى حلفاء نظام الأسد، في سوريا منذ أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستقبل نظير التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود يوم الثلاثاء في محادثات من المحتمل أن تحدد ملامح الخطوات المقبلة في شمال شرق سوريا.
التقرير نقل عن مسؤول تركي كبير “سنتلقى أيضا معلومات عن وجهة نظر سوريا والخطوات التي ستتخذها خلال الاجتماع مع بوتين”.
رويترز قالت إنه في الوقت الذي توصل فيه أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى هدنة مفاجئة في سوريا، تحت وهج الكاميرات والأضواء الساطعة لوسائل الإعلام الدولية، كان مبعوث روسيا إلى سوريا يجتمع في هدوء مع مساعد أردوغان للأمن القومي في جزء آخر من القصر الرئاسي.
وسائل إعلام سورية ذكرت أن المبعوث ألكسندر لافرنتييف التقى بالأسد في دمشق في اليوم التالي، دون أن توضح ما إذا كان قد نقل رسالة من أنقرة.
مسؤول تركي قال إن محادثات لافرنتييف في تركيا ركزت على الاستعدادات لاجتماع أردوغان وبوتين.
المنطقة الآمنة
تركيا شنت عملية عسكرية عبر الحدود في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وقالت إنها تهدف إلى إقامة “منطقة آمنة” بعمق حوالي 30 كيلومترا بطول 440 كيلومترا على الحدود، لطرد القوات التي يقودها الأكراد والاستعداد لتوطين مليوني لاجئ سوري تستضيفهم حاليا.
الهجوم التركي، المتوقف الآن لمدة خمسة أيام تنتهي في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، ركز على بلدتين على الحدود السورية هما تل أبيض ورأس العين، اللتين تقعان تقريبا في منتصف الشريط الحدودي الذي تستهدفه تركيا.
قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، قالت الأحد إنها انسحبت من رأس العين، بينما قالت تركيا إنها أصبحت تسيطر على البلدة الأخرى، تل أبيض.
لكن على مسافة أبعد إلى الغرب، تنتشر قوات تابعة للنظام وقوات روسية في مدينتي منبج وعين العرب- كوباني الحدوديتين، وكلتاهما تقعان داخل “المنطقة الآمنة” التي حددتها تركيا.
أردوغان قال إنه قد يقبل دخول القوات السورية إلى منبج طالما أُزيحت وحدات حماية الشعب الكردية منها. وتمثل الوحدات القوة القتالية الرئيسية في قوات سوريا الديمقراطية وتعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.
القوات التي يقودها الأكراد، والتي كانت الشريك الرئيسي لواشنطن في معركة القضاء على تنظيم الدولة في سوريا، قالت الأسبوع الماضي إنها أجرت محادثات مع دمشق بشأن محاولة وقف التقدم التركي.