إكس خبر- تحت أنظار الجيش التركي وخطابات أردوغان يتعرض الأكراد (السُّنة) في سورية للإبادة الجماعية والتهجير القسري والتهميش الديمغرافي، وشطبهم من المعادلة السياسية في سورية، وإضعافهم في تركيا.
أردوغان السلجوقي المُطالب بـ”حقوق أهل السُّنة العرب” ضد الرئيس بشار الأسد يقتل السُّنة الأكراد في “كوباني” وفي شوارع تركيا.. يتفرج على احتلال كوباني وهي تحترق وتستغيث، ويقمع قوافل الهاربين من النساء والأطفال من عبور الحدود، ليقضي تحالف “داعش” – أردوغان على الأكراد في سورية؛ كما فعلت تركيا مع الأرمن خلال الإبادة الجماعية التي ذهب ضحيتها أكثر من مليون أرمني بحجة كونهم مسيحيين.. فما هي حجة أردوغان مع المسلمين الأكراد السُّنة؟
فضح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن حلفاءه في المنطقة (تركيا والسعودية والإمارات) واتهمهم برعاية وصناعة “داعش” بشكل رسمي وواضح، وسبقته كلينتون وزيرة الخارجية ومدير المخابرات السابق، وهو اعتراف واضح من صُنّاع “داعش” بمسؤوليتهم القانونية والأخلاقية عن المجازر التي ارتكبها “الدواعش” السياسيون منهم والمتوحّشون.
لكن هل ستبقى تركيا آمنة بعد الرقص على الدم السوري متنوع الطوائف والمذاهب وآخرهم الدم الكردي السُّني؟
الشعب التركي مقسَّم إلى ثلاثة شرائح، عشرين مليوناً من الأكراد (تنافر قومي) و15 مليوناً من العلويين (تنافر مذهبي) والباقي من الأتراك منقسمين بين علمانيين وإسلاميين، ما يعني أن الشعب منقسم على نفسه، وجذور الخلاف تاريخية عميقة تحمل الأحقاد وتكتب بالدماء، فالحرب بين الأكراد والجيش التركي حصدت خلال العقود الماضية أكثر من أربعين ألف قتيل، والعلويون يعتبرون أنفسهم مضطهدين دينياً، وأرضهم محتلة في أكثرها (لواء الإسكندرون)، ويطالبون بالعودة إلى الوطن الأم سورية، فماذا سيفعل أردوغان وحزبه عندما تنتقل المعارك إلى الداخل التركي وفق ما يلي:
– الأكراد هدّدوا بوقف عملية السلام وعودة المسلحين من شمال العراق إلى الداخل، واستئناف العمل المسلَّح والعمليات العسكرية في كل أنحاء تركيا.
– العلويون لن يصمتوا، وسيطالبون بحقهم في الدفاع عن النفس، بعدما وصلت “داعش” إلى حدودهم وتريد العيش بينهم في المستشفيات والفنادق التركية، ما يجعلهم في خطر الإبادة والتهجير أيضاً.
– “داعش” وحساسية وجودها على الحدود التركية؛ فإما أن تتصارع مع الجيش التركي وفقاً لقرار مجلس الأمن 2170، ولطلبات التحالف الدولي الذي تقوده أميركا زعيمة “الناتو”، وتركيا عضو فيه، أو تهادن “داعش” تركيا وتساكنها على الحدود، ما يعطي الدليل والبرهان الأكثر وضوحاً على مصداقية نائب الرئيس الأميركي (بايدن) بأن تركيا هي “المرضعة” السياسية والفكرية بل والإيديولوجية لـ”داعش” وأخواتها وتوظّفها لإسقاط النظام في سورية بعد فشل “الإخوان المسلمين”، وتوظّفها في إبادة الأكراد والقضاء على حلمهم التاريخي بدولة مستقلة، ثم توظفهم لإسقاط بغداد وزيادة النفوذ التركي في العراق والسيطرة على النفط، ولا تكتفي تركيا بذلك بل تريد توظيف “داعش” ضد روسيا انطلاقاً من جزيرة القرم، عبر دعم التتار ابتداءً، وبقية دول شمال القوقاز.
أردوغان طابور خامس مشبوه داخل الإسلام السياسي والعقائدي، وسيبقى منتظراً على أبواب الاتحاد الأوروبي ذليلاً، لعله يأخذ شرف الانتساب للاتحاد، ولكنه يستغيث ويطلب ولا من مجيب.. يقدّم الخدمات لضرب الإسلام والعالم الإسلامي ويتحالف مع العدو “الإسرائيلي”، ويرعى الحركات التكفيرية المتوحشة ضد المقاومة، ويؤمّن لها التواصل والدعم من العدو “الإسرائيلي” في الجولان وشبعا في لبنان.
تركيا على مشارف الحريق والعنف القادم.. رقَصَ أردوغان 4 سنوات على الدم العربي المسلم في سورية ومصر وليبيا والعراق ولبنان، لكنه سيدفع الثمن عاجلاً، وكما ذبح الأبرياء سيكون مصيره كذلك.