أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن محاولات رمي المسؤولية على طرف آخر لا تعكس حقيقة الأمر، وقال في تصريح أمس، “نسجل إيجابية الاعتراف بنتائج المبادرة ومسعى السعوديين والسوريين، أما في التفاصيل ومحاولات رمي المسؤولية على طرف آخر نأسف للقول إنه لا يعكس حقيقة الأمر”، مضيفاً “الكل يعلم أن الأزمة قائمة نتيجة تحقيق يطاله التسييس وأن الفريق المطلوب منه موقف بهذا الخصوص معلوم وبالتأكيد ليس المعارضة” .
وأشار بري إلى أنّ “المساعي السعودية – السورية تنطلق من رفض الفتنة”، وأوضح أنّه من ضمن اتفاق السين سين “التفاهم على تنفيذ كامل مندرجات اتفاق الطائف”، وأنّه في حال استقالة الحريري سيكون “من أوائل الذين سيعيدون تسميته”، مشدداً على أنّ “المصلحة الوطنية تقتضي أن يكون سعد الحريري رئيس الحكومة” .
في غضون ذلك، غادر رئيس الوزراء سعد الحريري بيروت متوجهاً إلى نيويورك لمقابلة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأشارت مصادر متابعة إلى أن الزيارة ستحمل انفراجاً للأزمة اللبنانيّة ومباشرة تنفيذ ما اتّفق عليه بين الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد .
وقبيل مغادرته زار الرئيس الحريري قصر بعبدا حيث التقى الرئيس ميشال سليمان وجرى بحث الأوضاع السياسية، فيما ذكرت بعض المعلومات أنه قد يلتقي أيضاً خلال زيارته نيويورك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون . واعتبرت مصادر وزارية أن لقاء الحريري عبدالله سيكون هذه المرة، أكثر أهمية من ذي قبل، ذلك أن الحديث عن استعدادات سوريا لتسهيل الوضع السياسي في لبنان وإراحة الساحة الداخلية، إضافة إلى الضمانات الأمنية أصبحت على محك التجربة، وقالت ربما يكون الملك التقى خلال الأيام القليلة الماضية موفداً سورياً في شكل سري، وقد يكون وضع في أجواء سورية جديدة، لذلك فإن عودة الحريري من واشنطن ستجعل من الصورة أكثر وضوحا في المدى القريب .
وكان الحريري حسم الجدال الدائر في الأوساط السياسية حول التفاهم السوري السعودي بعد اعترافه بأن التسوية منجزة منذ مدة طويلة، وقبل انتقال الملك عبدالله إلى نيويورك للعلاج، مؤكداً أن مسار هذا التفاهم لن يتراجع في وجه حملة التشويش الكبرى التي يتعرّض لها، ولافتاً إلى أنّ “الخطوات والأجوبة مطلوبة من غيرنا وليس منّا”، منبهاً إلى وجود “محاولة لإفشال الجهود السعودية السورية” .
وأوضح “أنّ أيّ التزام من جانبي لن يوضع موضع التنفيذ قبل أن ينفّذ الطرف الآخر ما التزم به”، وشدد في مقابل الحديث عن تشكيل حكومة جديدة في لبنان على أن هذا الحديث “خارج البحث كلياً في المسار السعودي السوري” .
في المقابل، رأت المعارضة أن الحريري أكد معلوماتها عندما قالت باكراً إن التسوية أنجزت، إلا أن المفارقة أن حلفاء الحريري وبعض المقربين منه في تيار المستقبل سخروا من مقولة المعارضة عن مسودة اتفاق منجزة، واعتبروها أضغاث أحلام وتمنيات وفبركات كما أنكروا وجود شهود زور، ما تفسره بعض مصادر المعارضة بأن هؤلاء إما لا يضعهم الحريري في أجواء ما يجري وإما يصوبون على التسوية ولا يريدونها لأنهم متضررون منها أو أن المسألة تقاسم أدواراً بين أركان الموالاة .
من جهته، اعتبر الوزير محمد فنيش المنتمي إلى حزب الله أن كلام رئيس الحكومة حول عدم التزام حزب الله بتنفيذ التزاماته في الاتفاق السعودي السوري “يندرج في سياق توجيه اتهام لا في سياق تنفيذ المسعى”، مستغربا عدم إفصاح رئيس الحكومة عن تفاصيل الاتفاق .
من جهة أخرى، تناول سليمان مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر التطورات الراهنة والوضع الأمني وشؤون المؤسسة العسكرية . ثم اطّلع من وزير المهجرين أكرم شهيب على الخطوات التي تقوم بها وزارته والمراحل التي قطعتها في سبيل إنجاز عودة المهجرين تمهيداً لإقفال هذا الملف نهائياً .