صدر كتاب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عنوانه «ورثة محمد.. جذور الخلاف السني ـ الشيعي» من تأليف الكاتب الانجليزي برنابي روجرسون، وترجمه د.عبدالرحمن الشيخ، وقام بالتعليق عليه عضو مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر د.عبدالمعطي بيومي.
وحسبما كتب حلمي النمنم بصحيفة «الاتحاد» الاماراتية، قدّم المؤلف كتابا عميقا مكتوبا بروح من التعاطف مع التاريخ الاسلامي والمسلمين، ساعده على انجاز هذا الكتاب عدة عوامل منها الترجمة الانجليزية للمصادر العربية للتاريخ الاسلامي مثل طبقات ابن سعد، والسيرة النبوية لابن اسحق وتاريخ الطبري وتاريخ الواقدي في 84 مجلدا، والتي رجع اليها قبل اصدار كتابه.
كذلك قام المؤلف وهو متخصص في علم الانثروبولوجيا بزيارة المنطقة موقع الأحداث الأولى في الجزيرة العربية، فزار كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة ثم العراق وسورية ومناطق القبائل حيث تعرف على أنماط حياة سكان هذه البلدان.
يستعرض الكاتب بحسب المصدر نفسه الخلاف الذي وقع بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار حول من يخلف النبي صلى الله عليه وسلم فيما عرف بحادث السقيفة، ويرى المؤلف ان جناح مكة او المهاجرين والذي كان يمثله أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما كان لابد له ان يتفوق على جناح الأنصار بقيادة سعد بن عبادة، لأن الأنصار كانوا من أهل المدينة، وهم أهل زراعة في المقام الأول بينما القرشيون أو المكيون كانوا أهل تجارة وقوافل خرجوا الى الشام وإلى اليمن وإلى الحيرة واحتكوا بالناس هناك، ومن ثم فهم أهل السياسة والقادرون على خوض غمارها.
ويقول النمنم: يستشهد المؤلف بعبارة كريستيان هبل «ان التراجيديا الحقيقية في العالم ليست صراعا بين الحق والباطل او بين ما هو صحيح وما هو خطأ، انما هي صراع بين فصيلتين»، ويعني ان الصراع الذي ظهر في التاريخ والمجتمع الاسلامي بين أنصار علي وأنصار معاوية لم يكن صراعا بين حق وباطل بل هو صراع بين تيارين سياسيين، ومن هذه النقطة يستعرض الكاتب أسس وأركان الإسلام، ويخلص الى عدم وجود فارق بين المسلم السني والمسلم الشيعي، على مستوى العقيدة والعبادات، وانه اذا كان للشيعة توقير خاص لآل البيت النبوي فلدى السنة حب خاص لآل البيت وقد لمس المؤلف ذلك بنفسه في مصر خاصة وكذلك في تونس وشمال أفريقيا.