خبر – أكثر من خمسين يوما مرّت على انطلاق موجة الاحتجاجات الأخيرة في طهران ومدن أخرى إبان وفاة الشابة مهسا أميني أثناء اعتقالها, لكن القلق الوجودي هو ما يدهش هذه المرة, ان يتحدث قادة ايرانيون ان ايران في خطر وينقلون قلق القيادة على الوجود مع توسع الاحتجاجات.
احتجاجات لم يترك الجيش ولا الشرطة ولا حتى قوات الباسيج المدنية المسلحة, طريقة لإحباطها الا واستخدموها, وأولها اتهام المتظاهرين بالعمالة لأمريكا, ومن بعدها القبض عليهم ورميهم في سجون سرية لإسكات صوتهم.
وقوف أميركا وراء الاحتجاجات واقع لا مهرب منه, لكنّ انفجار الاحتجاجات كان بالأساس أمرا داخليا وعائليا ممن عرفوا الشابة الايرانية مهسا أميني التي أوقفتها الشرطة دون سبب, وتوفّت بسبب التعذيب.
التعذيب وقلة احترام المرأة في طهران يتزايد يوميا, والاايران في خطر: قلق القيادة على الوجود مع توسع الاحتجاجاتتفاء باتهام الشيطان الأكبر من قبل السلطات الايرانية لوقف أي مظاهرة منددة بهذه الأعمال لم يعد يجدي نفعا, بحسب ما يقوله الخبير الايراني عبد الكافي نوراني, الذي يؤكد أحقية الخامنئي ومجلس السيادة باتهاذ أي قرار لحماية أنفسهم والبلاد من الخطر الداهم, لكنّه يشير الى تغييرات كبرى لم يتوقعها هؤلاء تحدث مؤخرا بعدما جرت المياه من تحت أقدامهم.
الفساد في ايران منتشر وينخر عظم كل مواطن الا هؤلاء الحاملين للراية عن جهل ويتقبّلون كل شيء بحجّة حماية صاحب الأمر, الا ان الأمر بات خطيرا هذه المرة ولم يعد الفقر والعناء والفشل الاقتصادي أسباب انتفاضة الايرانيين, بل الانتقاص من حقوق وكرامات شعب لم يعرف سوى هزّ الرأس والتصفيق لمن يقود بلاده.